الحلقة الأخيرة في مسلسل إسقاط النظام الإيراني بدأت قبل شهرين تقريبا بتمزيق الاتفاق النووي الإيراني ثم تفعيل العقوبات الإيرانية والتي قال عنها ترامب عشية إرجاعها وإقرار عقوبات جديدة أنها ستكون غير مسبوقة وموجعة في إشارة إلى أنه قد تم صياغتها ووضعها لتطبيقها قريبا فهي ليست وليدة اللحظة بل معدة مسبقا.
الإعداد المسبق للعقوبات يعطي تفاصيل ووضوح ومصداقية للمرحلة الحالية والقادمة حول سياسة الولايات المتحدة ضد إيران مما لا يقبل الشك بانها سياسة صارمة اضف إلى ذلك صرامة سياسة ترامب نفسه الذي يفعل ما يقول دائما فهذه العقوبات التي بدأت الإدارة الأمريكية بتطبيقها فعلا غير مسبوقة فهي شديدة لدرجة أنها بدأت بإسقاط العملة الإيرانية وجعلها تخسر من قيمتها ما لم تخسره في الأربعين سنة الماضية ووصل حال الاقتصاد الإيراني درجة لم يسبق لها مثيل من الانهيار وفي تزايد مستمر فكيف بالموجة الثانية وما قبل الأخيرة من العقوبات المعلنة التي ستطبق بداية شهر أب/أغسطس القادم ثم المرحلة الحاسمة وهي في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم حيث سيتم إيقاف استيراد النفط الإيراني من قبل دول العالم وقد هددت الإدارة الأمريكية بعقوبات اقتصادية قوية حتى ضد شركات الدول الصديقة في حال عدم التزامها بالعقوبات ضد إيران وهذا ما سيجعل الاقتصاد الإيراني يلفظ أنفاسه الأخيرة حتما مما يعجل بسقوط هذا النظام الذي انتفت الحاجة اليه في منطقة الشرق الأوسط بعد أن أدى مهمته القذرة وهي خلق مصدر رعب لا سيما بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان حجر عثر الوحيد أمامه.
الوفد الأمريكي قادما من الهند بعد إقناعها بتطبيق عقوبات ضد إيران مقابل توجيه حزمة جيدة من الاستثمارات اليها تعويضا و تثمينا لموقفها فكانت شراء حصة 50% من أكبر مصافي الهند من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة مما يعني أيضا منع تدفع النفط الإيراني إلى الهند وهي أكبر مستورد للنفط الإيراني في العالم.
يأتي الأن دور تركيا التي يلعب فيها اردوغان دور البطولة في مسرحية عدد ممثليها واحد فقط وهو نفسه اردوغان ففكر الإخوان لا يقبل الشريك إطلاقا.
اردوغان يعتقد إن كل ورقة لعب بيده تساوي مليارات وهو محق إلى درجة كبيرة لكنه وجد نفسه مؤخرا بان ورقة اللاجئين السوريين قد انقلبت عليه بعد أن سحبت الولايات المتحدة هذه الورقة من يده بالتعاون مع أوروبا بل وحتى روسيا فصارت وبالا عليه في الداخل الأمر الذي تجسد في نتائج الانتخابات الأخيرة التي فاز بها اردوغان لكن ليس بأغلبية فالشارع التركي سئم تدخله في الشأن السوري وتحميل تركيا ما لا تطيقه ثم توالت الضربات المالية له وانهارت الليرة إلى مستويات غير مسبوقة في غضون أشهر قليلة مما يعزز الفرضية بأن اردوغان لن يفوز في انتخابات قادمة بل قد لا يكمل فترته الرئاسية هذه أصلا لما لوقع الاقتصاد المتعثر والليرة الضعيفة من اثر على الوضع المعاشي للفرد التركي.
اردوغان يرفض علنا التعاون في مجال تطبيق العقوبات ضد إيران رغم انه لا يتفق مع إيران في موضوع بقاء الأسد في السلطة بل ويتدخل لضرب تلك الجماعة وغيرها في داخل سوريا دون الرجوع لأحد وأيضا يحتفظ بعلاقات قوية مع روسيا هذين الموقفين لا يسعدان حلف الناتو لان تركيا عضو فيه وهذا مخالف لاتفاقية الحف التي لا يجوز فيها أن يعمل عضو ضد مصالح أي عضو أخر فيه.
فهل يسحب الوفد الأمريكي أيضا من يديه ورقته الأخيرة وهي الاقتصاد الضعيف وينهار إن لم ينصاع للمطالب الأمريكية بمحاصرة ايران اقتصاديا أم إن أوروبا ستتولى هذه المهمة فهي لا تريد اردوغان قويا أبدا بالتحالف مع روسيا وإيران التحالف الذي لا تنظر إليه أوروبا نظرة مريحة إطلاقا فهي لا تريد غدا أن تكون تركيا معبرا جديدا وهذه المرة للاجئين إيرانيين في أوروبا.
الوفد حتما سيخرج خالي الوفاض فاردوغان ما زال يعيش زهو الانتصار في الانتخابات وهذه هي عادة الإخوان المسلمين فالنظرة المستقبلية غير متوفرة لديهم فالتفكير بالمستقبل محرم شرعا.
سكاي نيوز عربية أعلن مسؤول بوزارة الخارجية التركية، الخميس، أن وفدا أميركيا يضم مسؤولين بوزارتي الخزانة والخارجية سيلتقي مسؤولين أتراك، الجمعة، في أنقرة لبحث العقوبات التي تستهدف إيران. وقال المسؤول التركي لرويترز "سيقوم وفد أميركي يجري حاليا محادثات في الهند بزيارة لأنقرة، الجمعة، تتعلق بالعقوبات على إيران".
وأضاف "سيلتقي الوفد بمؤسسات مرتبطة بالأمر بما في ذلك (مسؤولون من) وزارتي الخارجية والمالية".
وأكد متحدث باسم السفارة الأميركية أن المحادثات ستجرى، االجمعة وستركز على العقوبات على إيران.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، الشهر الماضي، إن واشنطن أبلغت حلفاءها بأن يتوقفوا عن استيراد النفط الإيراني بحلول نوفمبر وهي دعوة عارضتها أنقرة علنا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قبل ثلاثة أسابيع "إيران جارة جيدة ولدينا علاقات اقتصادية. لن نقطع علاقاتنا التجارية مع إيران لأن دولا أخرى طلبت منا هذا".
留言