يعترف وزير الدفاع الأمريكي بأن تركيا اعلمت واشنطن بما يسمى " عملية غضن الزيتون" للقوات التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا وهذا له مدلولات كبيرة ونتائج مستقبلية، فالحقد المتبادل بين بين الأكراد والأتراك سيستمر لأجيال قادمة فهكذا حروب ومعارك ستولد أجيال قادمة لمواصلة الكره أي ورقة قوية لتدخلات مستقبلية واستعمال الورقة الكردية كالعادة من قبل قوى عالمية ضد دول المنطقة. من جانب اخر الإبقاء على حالة " الكل يحارب الكل" والتي تكلم عنها رئيس الموساد الأسبق وهو اول من اطلق هذه التسمية على الوضع في سوريا وكأنه يتكلم عن خطة موضوعة من قبل جهات يعلمها جيدا. نلاحظ أيضا ان الاتراك لا يحاربون إلا جهات او قوات تحارب الأسد وليس جهات تقف مع الأسد مثل داعش وقوات حماية الأكراد وهاتين الجهتين ليس لهما أي عداء لتركيا على الأقل الان فلما مقاتلتهما واردوغان يعلم جيدا انهما لا يشكلان خطر على تركية!
يبقى ان نعلم ان روسيا أصبحت ترى ان شركائها مثل إيران وتركيا غاصا في الوحل السوري ولن يكون هناك رابح اطلاقا أي ان أحد أذرعها وهي إيران بدأت تُستنزف بشكل خطير بل وصلت حد الاضطرابات داخل إيران والتي لم تنتهي انما سيكون هناك بداية للفصل الثاني قريبا، وتركيا بدأت تنزف فالاقتصاد التركي في حالة يرثى لها والليرة التركية انهارت لمستويات غير مسبوقة في غضون أسابيع قليلة فقط ولا يلوح في الأفق أي بادرة امل والنقمة الداخلية ضد اردوغان صغيرة لازالت لكنها في طور النمو فالاقتصاد السيء يولد أكبر الثورات.
اردوغان بدأ هذه العملية العسكرية مباشرة بعد طرده بطريقة دبلوماسية من فرنسا من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون وإعلان مقتل حُلمه في الانضمام للاتحاد الأوربي إضافة الى مشاكله الداخلية المستفحلة فأراد ان يدخل أي انتصار ولو شكلي لرفع المعنويات المنهارة لحزبه في الشارع لكن هل ستكون الانتصارات الشكلية علاجا للانهيار الاقتصادي المستمر!
يبقى ان نعلم ان في تركيا الكثير من الأكراد اللاجئين الذين استقبلتهم تركيا من نفس مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي وفي نفس الوقت يجب أيضا أن نعلم بأنه إذا ما ساعدت الولايات المتحدة جهة ما ميليشياوية فهي مساعدة وقتية وقد تكون دفع للهواية مغلف بطعم المساعدة.
بي بي سي عربي
قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن لتركيا مخاوف أمنية "مشروعة" في المنطقة، وذلك بعد بدء عملية عسكرية تركية ضد مسلحين أكراد بمنطقة عفرين، شمالي سوريا.
وأوضح ماتيس أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بنيتها قبل بدء التوغل في عفرين، مضيفا "نحن نناقش الآن الخطوات القادمة".
وفتحت الهجمات التركية على عفرين جبهة جديدة في الحرب الدائرة في سوريا منذ سبع سنوات.
وكانت تركيا غاضبة من دعم الولايات المتحدة لجماعة "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي نفذ هجمات دامية ضد تركيا على امتداد ثلاثة عقود، في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.
وقال ماتيس إن المسلحين الأكراد كانوا فعالين في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن هذا لم يساهم في طمأنة تركيا بشأن مخاوفها الأمنية.
وأكد ماتيس أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يستطيع تأمين عدم استخدام الأسلحة الأمريكية لمواجهة الجيش التركي.
وفي سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قلقة من العمليات العسكرية التركية، قال ماتيس "نحن حذرون، ونراقب الوضع على مستويات عليا".
Comments