سأتطرق على عجل لموضوع تفجيرات البيجرات واجهزة الاتصال اللاسلكية وانتظرت هذه المدة كي تنتهي الخطة بأكملها التي بضمنها تصريحات وتحليلات من هب ودب دون اي دليل سوى الظن والضحك على القطيع.
اي تفخيخ هذا الذي يتحدثون عنه !
فعلا نكتة الموسوم لكنها نكتة غبية لدرجة التقيؤ!
وطبعا هم طبلوا لهذا التحليل اي التفخيخ قبل دخولها الى لبنان لان غالبية الناس لا يفقهون شيئا لا في التفخيخ ولا في الحروب العسكرية ولا في اجراءات الشحن وكيفية فحص الشحنات ولا حتى في البسطيات الاعلامية واجنداتها الخبيثة.
لو فعلا كانت هذه البيجرات مفخخة كما ادعت تقريبا كل الابواق الإعلامية ثم انفجرت لما بقي اي شخص يحملها او بالقرب منها على قيد الحياة, بل لأنشطر كل شخص يحملها نصفين على الاقل.
نحن نتكلم عن متفجرات لا عن رصاصة او بطارية صغيرة، فأي غبي هذا الذي يدعي ان البيجرات تم تفخيخها قبل وصولها !
هل بلد المنشأ ضيعة تائهة كي تمر منه عبر الموانئ مفخخات دون كشفها، هذا تهريج. فهي لم تصنع في الصومال ولا في العراق ولا في سوريا او افغانستان فهذه ليست دول حتى وليس فيها اي ضوابط لأنها بلا أي سيادة ولو رمزية, لكن شحنات البيجرات وأجهزة الاتصال اللاسلكي البسيطة خرجت من دول ذات سيادة وقوانين.
هل الشركات المصنعة لهذه البيجرات تضحي بسمعتها بهذه السهولة، هذا تهريج.
بل الضربة الموجعة هي عندما أعلنت كل هذه الشركات وبلدانها رسميا انها لم تصدر هذه الشحنات بل لم تصنعها ابدا تاركة التحليلات العنترية والمضحة في وضع لا يحسدون عليه بل في وضع التندر كالعادة.
التطبيل من قبل الاعلام على عملية تفخيخها قبل دخولها لبنان هو جزء من العملية لأغراض كثيرة فعمليات كبيرة من هذا النوع لها عدة اهداف في آن واحد وليس فقط قتل اشخاص ضعفاء كعبيد نصر حسن نصر الله.
هل نتكلم عن إسرائيل وامكانياتها ام نتكلم عن الصومال؟
لا يمكن بل من المُحال ان تكون هذه البيجرات مفخخة فالأمر مستحيل بالمطلق لكن لتضخيم إسرائيل يتم تسويق هذه الاخبار ولو لاحظنا مصادر هذه التحليلات لوجدناها بالمطلق مصادر غربية وبالضبط من شبكات اعلام يملكوها مليارديرات يهود مثل روبرت مردوخ وبلومبيرغ بالإضافة الى وكالات مثل فرانس برس ورويتر فتردد كالببغاء معها ابواق قبائل غرب الخليج وباقي الابواق في الدول العربية بلا حول ولا قوة حيث بلغوا من الإفلاس بان ليس لديهم مراسل صحفي خارج مدنهم.
نذهب الى الوحدة 8200 الاسرائيلية والمعنية بهذه الامور التكنولوجية (ذكرت عن هذه الوحدة الاستخباراتية الكثير في مقالات سابقة) وهي وحدة متطورة الى ابعد الحدود بل اصبحت تضاهي مثيلاتها الغربية لا سيما الدول العظمى.
براي متواضع جدا، لو فكرنا في محتويات البيجر لوجدنا بطارية من تكنولوجيا سابقة تسمى بطاريات النيكل وهذه جنبا الى جنب مع وحدة تشفير تعمل بالإشارات اللاسلكية وتشفيرها او خرق تشفيرها سهل جدا لأنها تكنولوجيا قديمة, ببساطة متناهية يمكن رفع حرارة البطارية بسرعة فائقة قد لا تتجاوز ثواني معدودة فتنفجر البطارية.
من خلال موضع الاصابات يبدوا انه قسم من عناصر حزب الله كانوا نائمين فقد يكونوا عائدين من واجبات الخفارة وهذا يفسر مقتلهم في غرف نومهم مع اصابات في الوجه فيبدو انهم يضعون هذه البيجرات بالقرب من راسهم للنهوض إذا ما وصلت إشارة استدعاء لهم.
واللذين كانوا في الخدمة، فقد تم اصابتهم كما اظهرت كاميرات المراقبة اثناء مسيرهم وممارستهم حياتهم العادية في وضح النهار لان البيجرات كانت على خواصرهم او على مقربة من اجسامهم لكن ليس الرأس، هذا بشكل عام وليس على وجه التحديد لكل إصابة.
التحكم بهذه البيجرات سهل عندما نعلم قدرات الوحدة 8200 ونقيسها بما فعلته سابقا من اصطياد عناصر حزب الله من خلال هواتفهم وحتى سياراتهم ودراجاتهم فلم تفلح اي طريقة للتخفي بل تم تصفيتهم وهم يلعبون الطاولة في شققهم.
بالإضافة الى طرق الاستمكان التي تتمتع بها هذه الوحدة جعلت حتى إيران هذا البلد المترامي الأطراف ساحة لعملياتها وقد شهدنا الكثير منها في السنين الأخيرة وحتى الى قبل أسابيع قليلة.
لو نظرنا مرة اخرى لحجم الانفجار لوجدنا انه اقل بكثير من انفجار لمادة TNT او C4 أو ما شابه بل لا مقارنة, فكما ذكرت ان هذه الاجهزة لو كانت بالفعل مفخخة فلن يكون لحاملها النجاة ابدا إلا بإعاقة ابدية شديدة هذا إن نجى, فغرامات قليلة من مادة مثل الـC4 كافية بتدمير سيارة بمن فيها لا سيما مع وجود بطارية قابلة للانفجار معها.
عمليات استخبارية كهذه تكون متكاملة بدليل نجاحها فهي لا تنتهي بمجرد تنفيذها بل الى مابعد تنفيذها كي تربك العدو الى ابعد الحدود لا سيما ان العدو في حالة حرب ومن أهدافها طبعا هي هدم معنوياته وجعله يتخبط أيضا وهذا ما فعلته الاخبار التي نشرتها ابواق إعلامية كما ذكرت هدفها جعل حزب الله ونصر الله يشكون في ملابسهم الداخلية حتى.
تحيتي
Comments