الإعلان
زيلينسكي يصرخ طلبا للدعم وطبعا تلقى الكثير من الدعم وما زال, ثم بعد اخر صرخة تنم عن نهاية المشهد فإذا بثلاث رؤساء من دول الاتحاد الأوروبي ويا للصدف انهم يعانون من انهيارات اقتصادية لا قِبل لهم عليها بل لم يدعوا مناسبة إلا واعترفوا انهم لا يملكون اي حل لها, فإذا بهم يهطلون فجأة في كييف ولم يتم الإعلان عن الزيارة إلا بعد انتهائها بأكثر من 24 ساعة وذلك خوفا من الاصطياد لا من روسيا بل من المرتزقة الذين يملؤن أوكرانيا وكييف الان.
لكن ماذا حدث ويحدث خلف الكواليس والذي لا تنقله أبواق حلف الناتو, لكن في قراءة ما تعنيه حقيقة تحركات وتصريحات حلف الناتو يكشف الكثير والمثير من واقع الحال الفعلي للحرب في أوروبا والتي قضت مضاجع الكسل والراحة والرفاهية التي كانت سائدة في الاتحاد الأوروبي منذ قرابة 80 عاما.
كلما طلب زيلينسكي أسلحة ودعم من الغرب وطبعا هي مقدمة من حلف الناتو ارسلوا له شحنات أسلحة خفيفة حصرا بل بلغ حجم الدعم المقدم من الولايات المتخبطة الأمريكية لوحدها اكثر من 60 مليار دولار خلال 3 اشهر فقط وهي اكثر من ميزانية الجيش الروسي السنوية والذي هو اكبر وأقوى جيش في العالم بل في التاريخ المعاصر (حوالي 5 مليون مقاتل بالإضافة الى أسلحة من الجيل الخامس والسادس لا يملكها حلف الناتو ولن يستطيع امتلاكها للعشر سنوات المقبلة لصعوبة وتعقيدات التقنيات المستخدمة من قبل الشركات الروسية المصنعة).
فلماذا يخسر زيلينسكي الحرب اذن بل وببطء شديد الامر الذي سيجعل موته اكثر تأكيدا وابشع حيث بدأ يموت نفسيا شيئا فشيئا (هو قرقوز قلبا وقالبا ولم يكن سياسيا ولا حتى إدارة شركة صغيرة او قاد اي مجموعة في حياته) ثم عندما تأتي ساعة اجله سيطلُق الناتو بنفسه رصاصة الرحمة على راسه كما يفعلون دائما وتكرارا لغرض طي صفحة الهزيمة أمام الأجيال القادمة, ثم تبدأ سلسلة الفبركات الإعلامية لقلب الحقائق كما هي العادة لإقناع شعوبهم والسذج بانهم انتصروا او على الأقل انهم انهوا حرباً شرسة وخطرة عليهم وسيظهر رامبو في جزئه التاسع الممل حد التقيوء, لكن اشك في ظهوره في زمن مواقع التواصل وكاميرات الموبايلات التي صورت ووثقت كل شيء حقيقي.
ما حقيقة أسلحة الناتو !
أسلحة الناتو سواء التي أرسلها او يرسلها إلى أوكرانيا او التي لا يرسلها اي في ترسانته هي سيان الأمر من حيث القوة, حيث يجب ان نعلم ان حجة حلف الناتو بعدم إرسال أسلحة ثقيلة او فتاكة الخ من مصنفات عسكرية غربية الى أوكرانيا هو ليس لدرء حرب نووية و انه لا يريد الصدام مباشرة مع روسيا, فهذا احتمال غير واقعي البتة أصلا بل هو فقط حجة واهية لإقناع شعوبهم والعالم بانهم إنسانيون ولا يريدون رفع مستوى الحرب, فالحرب في أوكرانيا هي حرب افتعلها الناتو لجر روسيا إليها وليست خطة من بوتين لاحتلال أوكرانيا فحسب, إنما هي حرب بل وحرب مباشرة بين الناتو وروسيا وإن ضغط على زر الإطلاق أشخاص اخرين من مناطق خارج مناطق حلف الناتو فهذه لعبة قديمة تعفنت ولم يعد يصدقها إلا ساذج, فالحرب ليست مَن الذي يُطلق الرصاصة الأولى, بل مَن الذي خطط لها.
الحقيقة في نوعية الأسلحة المُرسلة هي ان حلف الناتو لا يريد ان ينكشف أمام العالم بان أسلحته كلها متهالكة وبتقنيات قديمة لا تضاهي أسلحة الجيش الروسي وبالأخص صنف الدروع والمشاة الألي (في عام 2010 صرح امين عام حلف الناتو حينها راسموسن بان الحلف في اضعف حالاته منذ نشأته وإستصرخ الأعضاء زيادة الدعم وطبعا لم يلقى اذان صاغية حينها ولغاية 2022) ومن ناحية اخرى حلف الناتو لا يملك على سبيل المثال صواريخ ما فوق الصوتية والتي تستطيع حسم معارك الحاضر والمستقبل وتستطيع تدمير صواريخ حلف الناتو فوق رأسه قبل ان تغادر أجواءه حتى, بالإضافة الى الأنظمة الروسية لمضادات الطائرات التي تستطيع إسقاط القوة واليد الضاربة الوحيدة للناتو وهي أسطوله الجوي الذي يُعد اكبر أسطول في العالم فيسقطها قبل ان تدخل المجال الجوي الروسي او بعد دخوله بثواني فقط, اذن ماذا بقي من قوة حقيقية وفعلية لجيوش حلف الناتو!
لا شيء تبقى للناتو غير التهويل والوعيد الاقتصادي و الإعلامي والذي هو الآخر أصيب بشلل نفسي فشعوب الغرب لم تعد تصدقه لا سيما بعد أكاذيب أسلحة الدمار الشامل العراقية و أحداث 11 سبتمبر 2001 و الأزمة الاقتصادية 2008 و فضائح وباء كوفيد – 19 ثم انهيار اقتصادات الغرب واشتعال الأسعار ونضوب المصادر فبدأ الشارع الأوروبي بالفوران وقذف الحمم.
هذا الأمر واقصد إرسال أسلحة غربية لأوكرانيا, يفسر لماذا ان كل الأسلحة التي تم تزويد الجيش الأوكراني بها لم تستطع أيقاف الجيش الروسي إطلاقا ولم تستطع قلب موازين اي معركة ولو صغيرة وما بقي منها سقط في ايدي القوات الروسية دون قتال حتى واغلب شحنات الأسلحة تم اصطيادها وهي في الطريق وتم تدميرها بالإضافة الى هروب المرتزقة والنازيون الجدد من ارض المعركة واكثرهم إما قُتل او وقع في الأسر وينتظر محاكمة لن يكون الحكم فيها بالإفراج بكل تأكيد.
نرى الان ومنذ أسبوع تقريبا اعترافات رسمية غير مسبوقة للجيش الأوكراني بانه يخسر بشكل كبير حتى الأشخاص بل وصلت التصريحات في الأسبوع الماضي بان الجيش الأوكراني يفقد اكثر من 1000 جندي يوميا اي 30 ألف شهريا اغلبهم في منطقة واحدة, فأين أسلحة الناتو العظيمة والباهظة الثمن وتكتيكاته المزعومة وتدريباته العنيفة التي يعطيها لمرتزقته ولأفراد الجيش الأوكراني كما يدعي ويؤكد في إعلامه وأبواقه المنتشرة في أنحاء العالم !
(في حرب اليمن فشل نظام ثاد Thaad فشلا ذريعها مما جعل الإدارة الأمريكية تسحب النظام برمته من السعودية تحت غطاء إعلامي مُضحك بتبريرات أمريكية ساذجة ولا ننسى حرب فلسطين عندما أمطرت حركة حماس إسرائيل بمئات الصواريخ البدائية من نوع كاتيوشا لم تستطيع منظومة ثاد ان تصدها إلا القليل فقط رغم ان هذه الصواريخ غير موجهة ولا تحمل قوة تدميرة هائلة ولا حتى سريعة).
حلف الناتو ان زود بالفعل أوكرانيا بأسلحة ذات مديات بعيدة والحاملة لرؤوس تفجيرية قوية حسب ما يشتهي زيلينسكي وهذا اقصى ما يملكوه فعليا في ترسانتهم, فان روسيا ستوسع خريطة الأهداف في أوكرانيا وستشرك أسلحة اخرى لم يتم استخدامها بعد وستقوم حتما بتغيير قواعد الحرب الحالية وكالتالي :
1. تدمير شبكات الطرق و المواصلات الأوكرانية مثل سكك القطارات والجسور الرئيسة والطرق السريعة المؤدية الى مناطق المعارك وحتى بين المدن التي ليس فيها معارك وذلك لغرض شل الحياة في أوكرانيا تماما الامر الذي سيجعل كييف محاصرة ذاتيا بتدمير كل الطرق المؤدية لها وهذا كله من الممكن إنجازه خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع إن لم يكن خلال 72 ساعة فقط فروسيا تملك تفوق جوي مطلق في أوكرانيا ولها ذراع ضاربة بعيدة المدى ودقيقة جدا تضاهي بل تتفوق على ما يملكه حلف الناتو برمته كذلك هي تحاصر أوكرانيا جوا وبحرا وبرا وبتحكم مطلق.
2. ستقوم بتدمير البنى التحتية بأكملها فهذه البنى التحتية لم تدمر أبدا ولم تقصفها وما تنقله أبواق الناتو مجرد تلفيق فمثلا خدمة الإنترنيت والاتصال موجودة وتعمل في كل أنحاء أوكرانيا بل حتى في مناطق المعارك.
3. تدمير الجيش الأوكراني عن بكره ابيه بقسوة وبطش من خلال ما يسمى في الحروب فتح جبهات نارية متعددة ومتباعدة وهذه تقنية عسكرية يتقنها فقط الجيش الروسي ولا يملك جيش اخر في العالم هكذا قدرة اي انه يستطيع إدارة عدة حروب في مناطق مختلفة ومتباعدة بنفس الزخم, فروسيا هي اكبر بلد مساحة على الأرض وقد اعد السوفيت منذ ذلك الوقت جيشا يستطيع القتال في عدة جبهات بنفس القوة في نفس الوقت دون توقف, هذا امر مهم ويدركه تماما حلف الناتو الذي لا يستطيع والأيام شهدت عليه ان يدير حتى معركة واحدة في وقت واحد كما حدث في العراق وأفغانستان ومن قبل فيتنام الخ فخسرها كلها.
وقد يسعى حلف الناتو لهذا لكنه في نفس الوقت يعلم ان روسيا لن تفعل وذلك لأيمان القيادة الروسية بان أوكرانيا فيها قسم عظيم من الشعب من أصول روسية وفيها تيارات معارضة لحكم القرقوز زيلينسكي وتدخل الناتو وفيها تململ شعبي من الفساد الناخر في كل مفاصل الدولة والحياة, لذا يعول الروس على إبقاء الرحمة هي المسيطر على المشهد لاعتبارات ما بعد النصر النهائي.
لذى لن نرى حلف الشر يقوم بإرسال أسلحة اخرى فذلك يعني فعلا نهايته رسميا فينكشف أمام اضعف اعداءه, فهو ان هُزمت وفشلت جميع أسلحته علنا وهذا مؤكد فسيكون حتى لطالبان خطط جديدة في احتلال باريس وبرلين وروما بل حتى ستوكهولم وهذه ليست مزحه فحلف الناتو لم يصمد أمام طالبان التي لم يستطع القضاء عليها رغم احتلاله أفغانستان لعشرين سنة كلفت الجيش الأمريكي لوحده اكثر 3 تريليون دولار فقط ولم ينتصر وجر أذيال الهزيمة ومن خلفه باقي جيوش الناتو بلا استثناء بل كانت هزيمة مروعة ستتحدث عنها الأجيال الى الأبد.
خطة الهزيمة
الناتو بدأ منذ أيام بإطلاق تصريحات ترقى إلى أوامر لزيلينسكي بان يستسلم ويتفق مع الروس وان كان على حساب تنازل عن أراضي يعتقدون أنها أوكرانية مثل شبه جزيرة كريميا (تترجم خطأً بالقرم) وإقليم الدونباس بالإضافة الى التعهد بعدم الانضمام الى حلف الناتو أبدا.
الخطة بدأت فعلا واستهلت بإعلان الاتحاد الأوروبي (للتغطية على الهزيمة) بانه سيجعل من أوكرانيا عضو مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من خلال زيارة 3 رؤساء أوروبين سوية (ولا ادري هل يستوجب زيارة 3 رؤساء فقط لهذا الغرض ام هو لوضع سيناريو مشهد الختام) وهذا طبعا مطلب يتمناه حتى بوتين نفسه كي يكون الاتحاد الأوروبي اكثر خرافا منه اسود وقد أعلنت روسيا ذلك أثناء المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا بان انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي هو مسالة أوكرانية داخلية لا تعترض عليها روسيا, لكن ..!
هل سيقبل لوبي السلاح والنفط بإنهاء الحرب بعد المكاسب التي حققها في 3 اشهر مدعوما بلوبي البنوك الذين تلقوا دعم من المركزي الأوروبي بعد تصريحه بانه سيرفع سعر الفائدة خلال هذا الشهر, الأمر الذي سيجعل مليارات اليوروات سواء من داخل او خارج أوروبا تهرع هاربة من السوق إلى البنوك هاربة من توقع اسود بقدوم تضخم وكساد قريب حيث ستكون البنوك افضل ملاذ مُربح لها!
كذلك ان رفع الفائدة سيشفط غالبية النقود التي تم طبعا دون غطاء وتقدر في الاتحاد الأوروبي بأكثر من 5 تريليون يورو طبعت خلال اقل من 3 سنوات وهذه كارثة تسببت في التضخم بشكل مباشر وليس كما تدعي أبواق الاتحاد والناتو لتغطية الكارثة التي تسببوا فيها, واضعين في عين الاعتبار تصريحات بعض رؤساء أوروبا بان الحرب قد تطول ومنهم الأمين العام لحلف الناتو فهل هذه صدفة !
يقول الاسكندر المقدوني " أنا لا أخشى من قطيع اسود يقودهم خروف, لكني أخشى من قطيع خراف يقودهم اسد"
تحيتي
コメント