top of page
صورة الكاتبرياض بـدر

مزيد من الشباب الأتراك يهجرون الإسلام


صورة مسلمة تركية واخرى مناهضة للاسلام في تركيا

في غابر الأزمان عندما لم يجد الإنسان أي تفسير لظواهر الطبيعة فاضطر عقليا لأن يخلق تفسير وعلى هذا التفسير أن يكون ضخما لدرجة الإقناع ولم يكن أضخم و أقوى وأنجع من الغيب. فقد جير كل الظواهر الطبيعية التي تحدث وتؤثر في حياته مثل الزلازل والأمطار والفيضانات إضافة إلى الحوادث الحياتية الخاصة بسبب توسع المجتمع حوله جيّرها إلى قوى خارقة خفية كي يقنع نفسه وإلا سيجن جنونه. الغيب وفر التفسير المريح أي غير العميق لكل فعل لا يقوى على تفسيره الإنسان ثم بمرور الزمن تفاعل معه العقل البشري فجرى خلق أديان حوله وقصص تم نقلها من جيل إلى أخر وكل جيل يحسن ويغير ويضيف حسب الفترة الزمنية والظرفية التي تحيط به حتى وصلنا إلى ما وصل عليه الزمن الأن من اختلاف التفسيرات والتي تسمى دين وكلمة دين Din هي كلمة سنسكريتية تعني المعلومات أو التعاليم وتلفظ بنفس الطريقة العربية والتي هي أصلا منقولة للعربية بطريقة النسخ دون تغيير.

التعاليم الدينية لم توفر في عصرنا هذا أي تفسير واقعي منطقي للشباب عما يواجهوا فالمدارس أو الجامعات تدرس الطالب بان الدين كذا وكذا أي على الصورة الخيالية الخالية من كل الشوائب والعلل وتبرر كل فعل شنيع وجريمة بأنه وصايا إلهية أو تعاليم نبوية ثم يخرج هذا الطالب إلى الحياة بعد انتهاء الدرس فيجد أن بلده المسلم يخالف ما قرأه في الدرس فيصاب بصدمة ستجعله عاجلا أم أجلا يغير من قناعاته وفق مبدأ عدم تصديق وتكذيب ما درسه.

الصدمة هو ابسط واعمق تفسير لما يحدث هذه الأيام من عزوف للشباب بل وردة فعل معاكسة عن الدين واضعين نصب أعيننا سهولة البحث المتوفرة الآن عن التاريخ وأصول الأديان وليس كما كان قبل يتطلب الموضوع سنين كي يصل إلى معلومة ما أو حقيقية لا سيما أن في غالبية الدول العظمى تمنع حكومات هذه الدول مصادر تنافي الدين المتبع فيها خصوصا المصادر التاريخية والأدبية واللغوية وتصفها وتحاول إقناع طلابها وشعبها بانها مُنعت هذه المصادر لأنها محرفة أو مغرضة الخ من حجج بات يصطدم بها الطالب عندما يجدها على الإنترنيت أو عند سفره للخارج فالسؤال يطرح نفسه لما تمنعوها إن كانت غير صحيحة أو مزورة فالعملة المزورة لن تجد من يشتريها ولن تسيطر على اقتصاد بلد إذا كان متين كذلك المعلومة المزيفة لن تسيطر على عقل إذا كان محصنا بالعلم والحقيقة؟

الغرب نجح في التخلص من هذا الإرث السخيف والخطير بأن كشف لشعبه وعلم الشباب الحقيقة في كل شيء سواء تاريخية أو علمية كي لا يسعى إلى غير الحقيقة فالطالب الأوروبي لن ينصدم إذا ما قرأ في كتاب عربي عن جرائم الكنيسة العلمية والأدبية والإنسانية في عصر أوروبا المظلم لكن الطالب العربي يصطدم بل ينقلب على عقبيه عندما يكتشف بأن الدين الإسلامي لم ينتشر إلا بالسيف وقطع الرقاب وإجبار الناس على الدخول فيه أو سلب أموالهم وقتلهم وان الزلازل والفيضانات ليست عقوبة إلهية إنما ظاهرة طبيعية تحدث في كل مكان.

 

بي بي سي عربي كانت مروى تدرّس مادة الديانة الإسلامية في مدرسة ابتدائية في تركيا، وكانت من المتدينات المتشددات.

قالت لي يوماً، بينما كنا جالستين في مقهى بمدينة اسطنبول : "حتى وقتٍ قريب، لم أكن أصافح الرجال، لكنني لم أعد أكترث للأمر ولا أعرف إذا كان هناك إله أو لا".

في السنوات الـ 16 الماضية، ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد، ازداد عدد المدارس الدينية عشرات الأضعاف. لقد تحدث أردوغان في عدة مناسبات عن تأهيل جيل ورع وتقي.

لكن خلال الأسابيع القليلة الماضية، ناقش سياسيون وعدد من رجال الدين ما إذا كان الشباب الملتزم بدأ في الابتعاد عن الدين.

حياة مروى تغيرت في صباح يوم ما، عندما استيقظت من نومها وهي تشعر بالاكتئاب، وبكت لساعات طويلة حتى قررت فجأة أن تصلي. وبينما كانت تصلي، راودها الشك بطريقة مفاجئة حول حقيقة وجود الله.

تقول مروى:" كان أمامي خياران، إما أن أقتل نفسي أو أجنّ"،وفي اليوم التالي أدركت أنني فقدت إيماني كلياً بالله.

لم تكن مروى الفتاة الوحيدة التي تحولت التي تركت الدين، فقد قال أحد أساتذة الجامعة، إن عددا من الطالبات اللاتي كن يرتدين الحجاب، أتوا إليه معلنات إلحادهن في العام الماضي وقبل ذلك.

بكير، من إسلامي إلى ملحد في البداية، أردت أن أجد القليل من المنطق في دين الإسلام، لكنني لم أتمكن من ذلك. ثم بدأت باستجواب الله أيضاً. واعتدت أن أدعم الحكومة الإسلامية هنا. لكن الضغط يولد الانفجار. أرادوا قمعنا فبدأنا بالرد".

لكن الطلاب هنا في مدينة قونية التي تعد من أكثر المدن التركية محافظة، لا يتبنون الإلحاد فحسب، بل ووفقاً لتقارير من صحف المعارضة، فإن طلاب المدارس الثانوية الدينية بدأن بالتوجه نحو الربوبية، بسبب ما أسموه بـ "التناقضات في الاسلام".

وتعود جذور الربوبية إلى الثقافة اليونانية التي يؤمن أتباعها بوجود الله لكنهم لايؤمنون بالأديان، أي أن الأديان في رأيهم من صنع البشر.

وبالرغم من عدم وجود إحصائيات أو استطلاعات تشير إلى مدى انتشار هذا الأمر، إلا أن تداوله بين الناس أمر يستدعي قلق القادة الأتراك.

ليلى، طالبة جامعية تقول ليلى" في أحد الأيام، وبينما كنت في طريقي إلى السوق، قمت بخلع حجابي ولم أعيده ثانية. لا يعلم والدي أنني ربوبية، وليس باستطاعتي الكشف عن ذلك، خشية من أن يمنع شقيقتي الأصغر سناً من إكمال تعليمها الجامعي بسببي، لكن لدي الحق بأن أعيش حرة كطائر في السماء".

وقال مدير الأوقاف التركي علي عرباس :" لن يتبع أحد من أفراد أمتنا هذا الهراء المنحرف ورفض وجود توجه مثل هذا في مجتمعهم المحافظ".

ويقول أستاذ علم اللاهوت هدايت أيبار، أنه لا وجود لمثل هذا التحول هنا. ويتابع قوله "إن الربوبية ترفض القيم الإسلامية والقرآن والنبي والجنة و الجحيم والملائكة والتناسخ، وهذه كلها أركان الإسلام ولا تقتنع بأي شيء سوى وجود الله. وبحسب فلسفة الربوبية، خلق الله الكون وكل المخلوقات، لكنه لا يتدخل في ما خلق، ولا يضع لها قواعد أو مبادئ".

ويتابع أنبار" أستطيع أن أؤكد لكم أنه لا يوجد مثل هذا الاتجاه بين شبابنا المحافظ."

عمر، عامل عاطل عن العمل يقول عمر:" اعتدت أن أعمل أعمالا حرة، وبعد محاولة الانقلاب في عام 2016، أقلت. كنت شاباً متديناً محافظاً ومؤيداً بقوة لحزب العدالة والتنمية الحاكم. عندما طردت، بدأت استجوب الله. لكنني لا أعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا أم لا".

تعتقد الجمعية الوحيدة للإلحاد في تركيا أن البروفسور أيبار مخطئ في ادعائه بأنه هناك أئمة حتى للملحدين. ويقول المتحدث باسم الجمعية سونر آتيك :" هناك برامج تلفزيونية تناقش ما يجب فعله للملحدين، البعض يطالب بقتلهم وتقطيعهم إلى شرائح".

يحتاج الشخص للكثير من الجرأة والشجاعة في ظل ظروف البلاد الحالية للإعلان عن إلحاده، هناك العديد من النساء المنقبات اللواتي يعترفن سراً بإلحادهن، لكنهن لا يستطعن الإفصاح عن الأمر خوفاً من مجتمعاتهن وعائلاتهن.

عندما قابلت مروى للمرة الثانية في منزلها، رحبت بي دون أن ترتدي حجابها وقررت أن تبقى كذلك حتى لو كان هناك رجال بالجوار.

قالت لي:" عندما التقيت برجل للمرة الأولى بلا حجاب، شعرت بالحرج، لكن الآن أصبح الأمر طبيعياً بالنسبة لي، وهذه أنا الآن".

تنبيه: تم تغيير جميع أسماء الملحدين الذين تحدثوا إلينا في هذا الموضوع

٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Komentarze

Oceniono na 0 z 5 gwiazdek.
Nie ma jeszcze ocen

Oceń
bottom of page