ماذا قال بلينكن للسوداني ؟

"ان لم تفعل فلن نستطيع ايقاف اسرائيل من مهاجمتكم" .... بهذه العبارة وجه مسؤولين امريكيين تحذيرا لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعد ان فشل الأخير في كبح جماح المليشيات الشيعية العراقية التي تأتمر من إيران.

تقرير للاستخبارات الامريكية والإسرائيلية اشار الى ان إيران ستهاجم إسرائيل انطلاقا من الأراضي العراقية حصرا هذه المرة وهذا الامر يثبت بما لا يقبل الشك ان الهجوم الإسرائيلي الأخير ضد اهداف عسكرية في إيران قد شل بالفعل يد إيران البالستية بشكل كامل الامر الذي جعلها غير قادرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى او اي مسيّرات وان كانت هي صواريخ إعلامية أكثر منها هجومية حقيقية.

التقرير الاستخباري كشف ان الحرس الثوري الإيراني قد نقل بالفعل طائرات مسيرة الى العراق قبل أيام وبعلم الحكومة العراقية ورئيس وزرائه محمد شياع السوداني الى الأراضي العراقية ووضعها في معسكرات تابعة للمليشيات الشيعية.

اتصل انتوني بلينكن برئيس الوزراء العراقي شياع السوداني محذرا إياه من مساعدة إيران في الهجوم على إسرائيل كذلك المصالح الامريكية في العراق وسوريا وان عليه الالتزام بتعهدات العراق للولايات المتحدة الامريكية.

من جهة أخرى اتصل مستشار الامن في البيت الابيض جيك سوليفان برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني محذرا اياه من تسهيل مهمة الهجوم الايراني من قواعد في العراق بمساعدة مليشيات شيعية عراقية.

كما ذكر المستشار بان وزير الخارجية الأمريكي قد ضغط على رئيس الوزراء العراقي بضرورة مطاردة ومحاسبة الجهات التي تقوم بهجمات على المصالح الامريكية والعاملين فيها وهو امر فشل فيه السوداني ايما فشل.

من الواضح جدا ان التحذير الأمريكي للعراق عن طريق ارفع المستويات لم يكن مجرد تحذير انما هو انذار أخير بعد ان فشل السوداني في اتباع سياسة النأي بالنفس في إشارة الى تبعية الحكومة العراقية لنظام الملالي في طهران.

في تصريح لاحد زعماء المليشيات الشيعية في العراق لجريدة الاخبار اللبنانية الناطقة باسم حزب الله قال فيه "ان السوداني فشل في منعنا من مهاجمة المصالح الامريكية او إسرائيل"

الإدارة الامريكية تعي جيدا ان إسرائيل لديها خطة هجومية قد تستبق أي هجوم عليها سواء انطلاقا من الأراضي العراقية او غيرها وهذا ما المحت اليه إسرائيل قبل أيام بانها سترد على الهجوم بطائرة مسيرة على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

اذكر هنا ما ذكرته في مقالة سابقة حين تكلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خريطة النعمة وخريطة اللعنة وأشار فيها الى سوريا والعراق وإيران بمعنى ان هدف إسرائيل هو إزالة هذه اللعنات .

هذا المشهد يظهر لنا ان الأوضاع في العراق قد خرجت عن السيطرة تماما سواء على الصعيد الحكومي او السياسي او السياسة الخارجية التي يترأسها وزير خارجية مشغول بفوائده من منصبه أكثر من أي شيء اخر كذلك باقي افراد هذه الحكومة الذين يصارعون الزمن لسرقة ما يمكن سرقته قبل رحيلهم الذي يخشوه قريبا.

تحيتي