فجأة من غير سابق انذار صار تطبيق تيك توك الصيني هدف ترمب بل اصبح شغله الشاغل اكثر من وباء كورونا لعدة ايام ووصل الأمر بترمب لتهديد شركة بايت دانس المالكة للتطبيق بطريقة الكاوبوي الامريكي بان يحظر التطبيق في الولايات المتحدة ان لم يتم بيع التطبيق لمستثمرين أمريكيين حصرا (وكأن المشترين جاهزين منذ زمن فعلا وهذا ما أكدته الاخبار بعد ذلك). بل ان غباء هذه المحاولة جعل من قيمة التطبيق تقفز بشكل غير مسبوق حتى اصبح اغلى تطبيق في العالم بل في التاريخ ليومنا هذا وكأن الصين تقول لترمب " شكرا لحسن غبائك" فاننا سنبيعك فقط فرع امريكا بمبلغ لم نكن نحلم به حتى وسيبق التطبيق صينيا.
سؤال يلح في بالي هو هل ستفرض الصين على طريقة بيع الفرع الامريكي بان لا يكون كل المبلغ نقدي فالصين اذكى من ان تبيع شيء حقيقي مقابل ورق مطبوع بلا قيمة بل قد تشترط ان يكون البيع مقابل الذهب ولا شيء غير الذهب او على الاقل نسبة كبيرة من المبلغ ستكون بالذهب وهذا هو الفخ الصيني الذكي فالصين هي أكبر مشتر للذهب في العالم ومازالت تسعى بكل قوتها لشراء أكبر حصة من الذهب العالمي لحسابات قادمة تخص انهيار وشيك لعملات عالمية.
فرض شراء شركة اجنبية بالقوة
قرصنة من نوع جديد تبدأها الولايات المتحدة بحد ذاتها سابقة في تاريخ الولايات المتحدة التي تتزعم النظام الرأسمالي وتعتبر نفسها الحامية له ولقواعده وهي من المؤسسين لمنظمة التجارة العالمية التي تقوم على أساس رأسمالي حديث بل أصبحت الولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٠ اثر سقوط الاتحاد السوفيتي تفرض النظام الراسمالي بقواعده بالقوة العسكرية تحت مسمى النظام العالمي الجديد World new order لكن نشاهد الآن ومنذ ٥ سنوات تقريبا فرض سياسة معاكسة تماما وتحديا لقواعد النظام الرأسمالي المفترض انه مبني على اقتصاد السوق الحر وفقا لقواعد المنافسة (وان كانت غير أخلاقية) فصارت تطارد الشركات الخاصة الغير امريكية للاستحواذ عليها وتفكيكها بحجج واهية مثل التجسس او الاحتكار وكأن الشركات الامريكية لاتتجسس على العالم كله وتارة بحجة خرق أنظمة الملكية الفكرية وكأن بل غيتس وستيف جوبز ومارك زوكربيرغ وغيرهم لم يستولوا بطرق ملتوية على اختراعات عالمية واذكر هنا قضية سرقة بل غيتس لاختراعات يملكها متصفح الانترنيت الاول على الاطلاق في بداية الانترنيت وهو نت سكيب Net scape والذي دمره بل غيتس بفعل نسخ مكوناته ومنافسته بطرق قذرة وبالفعل تم رفع دعوى ضد بل غيتس وخسرها وتم تغريمه ٨٠ مليون دولار فقط, لكن . .
بعد ان سرق بل غيتس كل برامجيات نت سكيب وطورها لصالح اكسبلورر ليكون وقتها اقوى متصفح قبل ظهور غوغل كروم حيث استغرقت المحاكم في هذه القضية اكثر من ٥ سنوات كانت كافية لسرقة كل شيء وكذلك قضية الاحتكار التي صدر فيها حكم ضد مايكروسوفت بتفتيتها فعلا في زمن بل كلنتون وتم ارجاء التنفيذ الى حين استيلاء جورج بوش الابن على السلطة والغاء الامر بعد ان تبرع بل غيتس بمليار دولار لدعم حملته الانتخابية, وقائمة ابطال السرقات الامريكية تطول.
كثفت الولايات المتحدة الحملة الإعلامية ضد تطبيق تيك توك مركزة على جانب اعتقدت انه سيستفز الناس والاوروبيين مدعية بانه يتجسس لصالح الحكومة الصينية وكأن التطبيقات الامريكية مثل فيس بوك وفيسبوك مسنجر وانستاغرام وغوغل ومشتقاتها لا تتجسس على الناس وتشارك المعلومات مع الجهات الامنية الامريكية بل وبالجرم المشهود Red Handed حيث اصدرت المحكمة الاوربية العليا قبل اسابيع قرارا نهائيا بمنع نقل المعلومات الشخصية التي يتم تجمعها بواسطة هذه التطبيقات من المستخدمين الاوروبيين ونقلها خارج الاتحاد الاوروبي الى الولايات المتحدة بعد ان تاكد لدى المحكمة بانها اي المعلومات تصل بطريقة ما للسلطات الامنية الامريكية الامر الذي يعرض حياة الاوروبيين وخصوصيتهم للخطر.
لكن هذه الحملة باءت بفشل ذريع فلا الأوربيين ولا غيرهم إتخذوا اي اجراء بحق التطبيق هذا بل لم يكترثوا ابدا لتصريحات ترمب ومَن يكترث لتصريحات شخص يريد من العلماء تصنيع علاج لكورونا من مساحيق التنظيف!
التجسس الأمريكي من خلال تطبيقات وبالاخص الفيسبوك وغوغل صار علنا بل صارت السلطات الامريكية تشرط على طالبي تاشيرة الدخول للولايات المتحدة او عند دخولهم الاراضي الامريكية اعطاء حسابهم على فيسبوك وان كان حسابا مغلقا قديما وصار هذا الشرط يطبق في عدة مجالات خاضعة للتدقيق الامني الغير مبرر بان يتم طلب حساب موقع التواصل بالاخص فيسبوك من الراغبين في الحصول على خدمة ما!
مغلقا! اي انكم تستطيعون الولوج اليه رغم اعلام المستخدم من قبل فيسبوك بان الحساب تم اغلاقه! وكيف تستطيع السلطات الامريكية الوصول لحساب مغلق دون موافقة فيسبوك نفسها؟
ما الذي تخشاه الولايات المتحدة من التطبيقات والتكنولوجيا الصينية!
العالم اليوم على أعتاب الثمانية مليارات نسمة (٧.٨ مليارات بالضبط لغاية هذا اليوم) والتقديرات الدقيقة حسب تقارير الامم المتحدة ان العالم سيصل الى اكثر من ٨ مليارات بحلول ٢٠٢٥ لكن برايي ان هذا التوقع متواضع جدا او الحد الادنى للزيادة الطبيعية المتوقعة, فالزيادة ستكون اكبر واستطيع ان اقول ان تعداد العالم سيناهز التسعة مليارات بحلول عام ٢٠٢٥
هذا الكم الهائل من البشر سيدخل معظمه تدريجيا في عالم الانترنت (اخذين بنظر الاعتبار الداخلين في النظام اصلا) لاسيما إنترنت الأشياء على اختلاف الطرق كأن يكون مستهلك وهؤلاء هم الشريحة الاعظم او كان يكون مستثمر وفي كلا الحالتين سيدخلون هذا العالم مما يؤثر على قدرة الشبكات في تحمل هذا الضغط من جهة وجودة الاتصال من ناحية ثانية بل الاهم انه سيؤثر على نوعية الشبكات وهذا ما يؤرق الولايات المتحدة.
الجيل الخامس تطور في اسيا من قبل عدة شركات وليس من طرف معين واكبر مشارك في تطويره هو شركة هواوي الصينية التي تتهمها الولايات المتحدة بانها مدعوة من قبل الحكومة الصينية ولا ادري كيف مجرم يتهم مجرم بنفس الجرم !
الم تدعم حكومة الولايات المتحدة شركة غوغل بل مازالت!
الم تدعم حكومة الولايات المتحدة مايكروسوفت!
الم تدعم حكومة الولايات المتحدة مصانع السيارات الامريكية خصوصا في ازمة ٢٠٠٨ المالية وهي ازمة مفتعلة من قبل هذه الشركات والبنوك نفسها!
بالاضافة الى الشركات النفطية والمؤسسات المالية الضخمة فهذه كلها شركات تم دعمها بطرق ملتوية كانت قبل عام ٢٠٠٠ خافية على الكثير لكن انفضح المستور فصارت الصين تتبع نفس السياسة (هناك قضية منظورة من قبل المحاكم حول خرق الولايات المتحدة لقواعد منظمة التجارة الدولية ويجري تصفيتها مع الاتحاد الاوروبي الذي هو بدوره ايضا له خروقات لقواعد هذه المنظمة التي تبدو انها تترنح تحت وقع التغيير العالمي الجاري حاليا)
والسؤال المهم والاخطر هو, هل الولايات المتحدة تريد فقط حظر تطبيق تيك توك ام هي فقط خطوة لحرب اقتصادية شاملة ضد التكنولوجيات التي تشارك فيها الصين مثل تقنية الجيل الخامس التي ايضا باتت هدف لسياسات ترمب ضد الصين!
نعم هي مفتاح لباب اوسع واكبر لتوريط كالعادة الدول (الحليفة) للولايات المتحدة في حرب جديدة واقتصادية هذه المرة ولن يجني أحد من الحلفاء اي منافع سوى الولايات المتحدة حصرا لكن هذه اللعبة باتت قديمة وانفض (الحلفاء) من حول الولايات المتحدة وأصبح (للحلفاء) حليف جديد.
وفق ما تقدم نستطيع القول ان الولايات المتحدة ليست دولة سياسية او اجتماعية بقدر ماهي مجموع مصالح شركات وأهدافها (بنوك ومصانع وشركات تكنولوجية وشركات تجزئة) تنفذ وتفرض سياسات وفق مصالحها التجارية البحتة وليس وفق اي نظام اخر هي اخترعته يوما, لذلك نرى غالبا ماتستخدم الولايات المتحدة اساليب اكل الدهر عليها وشرب مثل حقوق الانسان والملكية الفكرية والخ لمطاردة منافسيها (الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم الغربي المتقدم لاتملك نظام اجتماعي ولا صحي يغطي جميع مواطنيها)
من هذا الاستعراض السريع لما تفعله الولايات المتحدة نستطيع ان نفهم كيف تتصرف وما الدوافع وراء سياساتها تجاه اي شركة عالمية او تكنولوجيا غير امريكية صرفة تستطيع القفز سريعا في عالم كانت تعتقد الشركات الامريكية هي الوحيدة والافضل فيه وان السيطرة المطلقة عليه يجب ان تبقى في يدها حصرا.
اعود الى موضوع عدد سكان العالم وهو النقطة المهمة في الحرب الامريكية المستعرة ضد الصين بالذات فالولايات المتحدة دولة تعتاش على استعداء الآخرين وبلا عدو لا تستطيع ان تفرض هيمنتها وان اضطرت لخلق عدو كما حدث في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ بعد انهيار العدو الأكبر الاتحاد السوفيتي, فكان لابد من الاستمرار في خلق طواحين دون كيخوته وإيهام الناس بأن هناك خطر محدق وياويل من صدق هذه القصص الإعلامية وياويله ان لم يصدقها.
صار التعداد السكاني المتزايد يفرض حاجة لتقنيات اتصالات اسرع واشمل وافضل فتولد الجيل الخامس لكن خارج رحم الولايات المتحدة لأول مرة منذ بدأ تاريخ الاتصالات الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة منذ قرابة ١٥٠ عاما عندما سجلت اول براءة اختراع لتقنية نقل صوت بين طرفين عبر سلك باسم انتونيو ميوتشي في عام ١٨٧١ والتقنية الجديدة اسرع يعني افضل من تقنية الجيل الرابع باكثر من ١٠ مرات لا سيما موضوع الـ Latency اي وقت الاستجابة التي ستكون ادنى من مستواها الحالي باكثر من ١٠ مرات اي انها افضل (وقت الاستجابة وهي الفترة الواقعة مابين إرسال حزمة المعلومات من طرف واستقبالها من الطرف الاخر والتي عادة هي اكبر مشكلة في الانترنت وتاثيرها السلبي يكون على متطلبات العمل و إنترنت الأشياء حيث كلما قلت فترة الاستجابة ازدادت الانتاجية والسيطرة على العمل بل سيتوسع العمل بشكل مهول) اذن لدينا تقنية ستساعد اقتصادات اخرى وليس فقط الاقتصاد الأمريكي الذي بالكاد يحاول الحفاظ على نفسه من مشكلة التبول اللارادي, ستساعد هذه التقنية الاقتصادات من النمو بشكل مضطرد يشكل خطر على الاقتصاد الأمريكي, أليس كذلك!
هنا ستنقلب المعادلة التي شاخت فعلا وحان دفنها بل قد بدأت فعلا بالترنح تحت ضربات الركود الاقتصادي والوباء الذي ضرب العالم عدا الصين اضف الى ذلك ان العالم القادم لم يعد يستوعب العالم الحالي الذي مازالت الولايات المتحدة تريده ان يستمر.
من اخترع تقنية الجيل الخامس !
فكرة الجيل الخامس نابعة من حاجة لاتصالات اقوى يفرضها الواقع في واقع كانت الولايات المتحدة كما ذكرت مشغولة في خلق طواحين دون كيخوته فالجيل الخامس يوفر سرعة وجودة اتصال تتناسب مع متطلبات الجيل القادم من انترنيت الاشياء او لنقل على الاقل لعقد قادم من الزمن (الجيل السادس تحت التطوير ومن خلال شركات ساهمت في تطوير الجيل الخامس وستصل سرعته ١ تيرابايت\الثانية بينما الجيل الخامس تصل سرعته الى ٢٠ كيكا بايت\ثانية فقط) ولم يكن تطوير الجيل الخامس باسم شخص معين او شركة معينة بل هو ناتج عن حاجة قامت بتطويره عدة شركات منها كورية ويابانية وصينية بل حتى ان شركة كوالكوم ساهمت فيه بشكل كبير وهي شركة متعددة الجنسيات لكن مقرها سان دييغو - كاليفورنيا في الولايات المتحدة.
لماذا تحارب حكومة الولايات المتحدة هذه التقنية!
العزلة التجارية التي تريد الولايات المتحدة فرضها على الصين هي كاللقاح ضد توسع الشركات الامريكية في نفس الوقت, فهذا الاجراء او هذه السياسة جعلت بالفعل الحكومة الصينية تضع خطط لتنمية الاقتصاد المحلي بخلق عوامل ودعم غير مسبوق بل جعلته اولوية في دعم وتعزيز السوق المحلية الامر الذي سينتج عنه حتما بلا ادنى شك اكبر سوق في العالم في غضون العقد الحالي ٢٠٢٠ - ٢٠٣٠ حينها سيكون المشهد عكسي اي ان سوق الولايات المتحدة سيشهد عزلة دولية بعد ان تتوجه الشركات العالمية وحتى الامريكية منها للانتقال الى السوق الصيني الذي يعد حجمه الان اكبر سوق في العالم بلا منافس بل اقرب منافسيه هو السوق الهندي الغير منظم كالسوق الصيني لكن في النهاية انها السوق الاسيوي بمجموعها اي ان اسيا هي المستقبل وليس " الحُلُم الامريكي"
بل ان هذا السيناريو قد بدأ بالفعل وليس محظ تصور او تكهنات فقد شاهدنا كيف ان الاقتصاد الصيني بقي هو الاقتصاد الوحيد الذي ينمو في زمن وباء كورونا المستمر ليومنا هذا في حين عانت كل الاقتصادات (القوية) من نزيف مازال مستمرا وبدأ يودي بها فعلا اضف الى ذلك اقتصادات ناشئة حديثة كانت تصب في تقوية الاقتصاد الأمريكي تضررت هي الاخرى بشكل مرعب وقد تختفي اقتصادات صغيرة هنا وهناك جراء هذه الكارثة واختفاء هكذا اقتصادات سيصب في مصلحة الصين اولا ثم اسيا فقط وليس في اي بقعة ثانية. واذكر هنا فقط صناعة واحدة ستسفيد بشكل كبير من تقنية الجيل الخامس وتتوسع بفعل هذه التقنية الجديدة وهي عملة البتكوين الغير امريكية والتي قد تكون عملة المستقبل فهذه العملة الالكترونية تعتمد بشكل كبير على جودة الانترنت الامر الذي لن يصب في مصلحة الدولار.
ترمب لا يستطيع محاصرة الصين ومحاربة الشركات الصينية سوى اعلاميا, فالاقتصاد الامريكي كما ذكرت يعتمد في كثير من مفاصله وموارده على الصناعة والتكنولوجيا وكذلك السوق الصينية فهي اكبر سوق في العالم ولا يمكن باي حال من الأحوال تجاهل هذا الامر فاستثمارات امريكية ضخمة تعتمد على الاقتصاد الصيني (بلغ الاستثمار الأمريكي المباشر في الصين اكثر من ١١٦ مليار دولار لسنة ٢٠١٩) ولن يسمح هؤلاء المستثمرين لترمب بتقييدها او المساس بها حتى.
ماهي تقنية الجيل الخامس!
من فوائد تقنية الجيل الخامس انها تقنية ذات سرعة فائقة جدا حيث تصل سرعته الى ٢٠ كيكا بايت في الثانية ايضا انها اسرع مئة مرة من حيث الحركة traffic الامر الذي يلبي حاجة الاعداد السكانية المتزايدة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى يفيد بل يطور صناعات جديدة ويخدم صناعات قائمة من خلال هذه السرعة العالية او مايسمى انترنيت الاشياء مثل اجراء عمليات طبية دقيقة جدا عن بعد حيث لامجال فيها لاي خطأ او تباطوء في النت كذلك تحريك وتشغيل مصانع ضخمة ودقيقة عن بعد ولاننسى موضوع الـ autopilot الذي غزى الصناعة بشكل هائل فالطائرات بلا طيار والسيارات والمركبات بل حتى مصانع باكملها كلها ستكون على موعد مع امكانيات وتحكم ابعد وافضل مع انتشار تقنية الجيل الخامس, بل نستطيع القول ان طيف الاستخدامات والمنافع لهذه التقنية سوف يكون بلا حدود.
من الجدير بالذكر هنا ولا ادري ان كان رئيس الولايات المتحدة الامريكية يعلم به ام لا, ان شركة سبيس اكس التي (يملكها) الملياردير الامريكي إيلون ماسك الذي اصبح مليارديرا فجأة لديها مشروع باسم ستارلنك والذي بدأ عام ٢٠١٥ باطلاق أقمار صناعية لبث خدمة الانترنت لتغطية التوسع السكاني وايضا ايصال الانترنت الى مناطق نائية لم يصلها الانترنيت من قبل وسيصل عدد الأقمار الصناعية التي تمتلكها هذه الشركة في الخمس سنوات القادمة إلى أكثر من ٣٠ ألف قمر اصطناعي تعمل بتقنية الجيل الخامس التي يحاربها ترمب وفريقه الرئاسي وتتبعهم بريطانيا (العظمى) في هذا لكن دول الاتحاد الأوروبي لم تتبع سياسة تطويق الصين ولا تطويق تقنية الجيل الخامس ولا تنوي هذا.
تقنية الجيل الخامس تفتح أوتوماتيكيا الطريق للجيل السادس ومن برع في الجيل الخامس سيجد نفسه الرائد في تطوير الجيل السادس واعود واكرر ان هذه التقنيات ليست حكرا على احد ولم يقم باختراعها شخص معين او شركة بحد ذاتها وهذا هو ما يقلق الامريكيين حيث ان هذه التقنيات غير مسيطر عليها من قبلها فقد تعودت الولايات المتحدة الهيمنة بشكل سافر على التقنيات القديمة والتي سيسدل الستار عليها خلال الثلاث سنوات القادمة باقصى حد ناهيك عن ان الجيل الخامس يستطيع ان يشغل باقي الاجيال القديمة ولكن ليس العكس واقصد الاجهزة العاملة بتقنية الجيل الخامس تستطيع العمل مع تقنيات قديمة لكن الاجهزة القديمة لاتستطيع العمل بالجيل الخامس وهذا الامر سيؤدي الى تعطيل بل اغلاق الباب امام الولايات المتحدة نهائيا من السيطرة على الاتصالات والمعلومات اي سيفقدها الذراع الطويلة الوحيدة التي تصل بها للعالم كله بعد ان بدأت بفقدان الذراع الاقتصادية القوية اما الذراع السياسية فقد اصبحت في عداد الموتى كما راينا في الاونة الاخيرة كيف ان مجلس الامن والامم المتحدة لاتمشي باوامر الولايات المتحدة ابدا.
اذن نحن ننظر الى امبراطورية تتهاوى وتتقطع أذرعها التي كانت تسيطر بها على العالم وهذا هو منطق الأشياء ومنطق التاريخ, لا سيد فيه الا التغيير. تحيتي
Comments