لكل داء دواء ودواء عقليات العصور الوسطى في حظر الانترنت او مواقع معينة هو تطوير ما لا يستطيعون حظره. دول كثيرة شرق أوسطية اغلبها تدخل ضمن ما يسمى عالميا ثقوب الانترنيت السوداء Internet Black Holes وأكبر الدول في هذا المضمار هما الصين وإيران والسعودية ثلم تليهما دولة متفاوتة في نوعية الحجب مثل الامارات والجزائر والمغرب ومصر وحتى تركيا. خدمات مثل موقع سايفون تظل هي المعيل الوحيد والمنفذ الوحيد لاختراق أي حظر وتمكين المتصلين بالوصول للمواقع التي يريدوها وكان موقع سايفون قد ازداد عدد مستخدميه في إيران وحدها من 3 ملايين إلى 10 ملايين مستخدم في يومين فقط. اثبتت التجارب خلال السنوات القليلة الماضية ان أي حجب للإنترنت او لأي موقع معين لا يخدم الدولة او الجهة المانعة ابدا بل يأتي عليها بنتائج عكسية إن لم تكن كارثية لذلك بدأت بعض الدول بتثقيف الشعب ضد ما تخشاه من هذه المواقع وتحسين مستوى المعيشة والمعلوماتية لدى شعبها الامر الذي يصبح معها التصفح لمواقع تعتبر مناهضة لسياسة الدولة غير ضار ابدا بل قد يأتي من ضمن سياق النقد لا الانتقاد. إيران دخلت نفق التعتيم والاقصاء وعادة هذه الطرق هي نفق مظلم نهايته لن تكون محمودة ابدا.
سكاي نيوز عربية
خصصت الحكومة الإيرانية لجان شرطية خاصة بالرقابة على الإنترنت، وذلك بالتزامن مع أكبر احتجاجات مناهضة للنظام منذ نحو عقد، مما جعل ملايين الإيرانيين يلجؤون إلى أدوات تكنولوجية تساعدهم على التهرب من الرقابة. وقال مهدي ياهانجاد، المدير التنفيذي لشركة "رواد حرية الإنترنت" التي تركز على إيران، ومقرها كاليفورنيا: "بمرور الوقت ستفقد الحكومة السيطرة على الإنترنت".
وفى الأيام الأخيرة قالت إيران إنها "أخمدت" مظاهرات عامة ضد النظام، استخدم فيها المتظاهرون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر احتجاجاتهم، تماما كما فعلوا خلال الانتفاضة الخضراء في عام 2009.
لكن إيران كانت قد حظرت مواقع التواصل الاجتماعي الأوسع انتشارا، مثل تويتر وفيسبوك، في عام 2009، فكيف تمكن المتظاهرون من الوصول إليها؟
تلغرام المحظور
أصبح تطبيق تلغرام المشفر الذي يستخدم على نطاق واسع في إيران، واحدا من أدوات الاتصال الرئيسية بين المتظاهرين، لتبادل المعلومات بشأن الاحتجاجات، ومقاطع الفيديو من التجمعات.
لكن السلطات حظرت التطبيق فتحول الإيرانيون إلى استخدام مجموعة متنوعة من أدوات التحايل للتغلب على قيود حظره واستخدامه.
فقد استخدم المتظاهرون "تطبيقات التحايل" لإرسال معلوماتهم ومقاطعهم المصورة إلى مقدمي الخدمات السحابية، بعدما فشلوا في الوصول إلى تطبيق تلغرام وخوادمه.
وبرز دور تطبيقات التحايل في تحدي أوامر الحكومة لمزودي خدمات الإنترنت بحظر الرسائل المرسلة من تطبيق تلغرام، حيث مرر مزودو خدمات الإنترنت الرسائل دون التعرف على البيانات.
بمعنى آخر، لا يستطيع مزودو خدمات الإنترنت أن يتعرفوا على المواقع التي تحمل المعلومة أو الفيديو سواء كان تلغرام أو تويتر أو غيرهما.
أمثلة لتطبيقات التحايل
تزايد الإقبال على هذه التطبيقات بعد حظر الحكومة تلغرام في أواخر ديسمبر، وفقا لبيانات جمعها ASL19، وهو مختبر أبحاث وتكنولوجيا، مقره كندا، يساعد الناس في إيران على الوصول إلى المعلومات.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مايكل هول، المؤسس المشارك لتطبيق "سايفون" مفتوح المصدر الذي يتجاوز الحجب على الإنترنت باستعمال تقنيات تأمين وتعتيم، قوله: "عندما حجبت الحكومة الإيرانية تلغرام، تدفق علينا المستخدمون بشكل كبير".
وأضاف أن عدد مستخدمي التطبيق في إيران قفز من حوالى 3 ملايين إلى أكثر من 10 ملايين، يومي 1 و2 يناير، إذ كانت الاحتجاجات في أوج شدتها، بينما أصبح نحو 8 ملايين بعد هدوء الأوضاع.
وتابع "عندما تحظر الحكومات الإنترنت، يكونوا بذلك قدموا لنا أفضل وسيلة للتسويق".
وعلى غرار "سايفون" أعلن آدم فيسك، مؤسس "لانترن"، وهو تطبيق شعبي أيضا كان يستخدم في الصين، الأسبوع الماضي، أنه سيسمح للمستخدمين في إيران، بتصفح المواقع المحظورة بلا قيود.
وأوضح فيسك أنه بعد حظر تلغرام في إيران، ازداد عدد مستخدمي التطبيق على مستوى العالم 4 أضعاف.
يذكر أن تطبيقات "التحايل" ازدادت في السنوات الأخيرة، وحصل بعض مؤسسيها على تمويل من برامج الحكومة الأميركية في أوائل القرن.
وبرزت أهمية هذه التطبيقات وسط عمليات قمع حكومية شنتها دول مثل الصين وتركيا.
وعادة ما تتردد الحكومات في إغلاق جميع سبل الوصول المحلية إلى الإنترنت، ولكن يمكن لها أن تأمر مقدمي خدمات الإنترنت بقطع إمكانية تصفح بعض المواقع.
كما يمكن للحكومات حظر أو تقييد الوصول إلى مواقع محددة، أو إبطاء سرعة التنزيل إلى معدلات غير عملية، مما يجعل من المستحيل استخدام الإنترنت، ليصبح اللجوء إلى "تطبيقات التحايل" مبررا.
Comments