بعد ان وصل حزب البعث إلى الحكم في العراق وهو حزب قومي علماني وقد تبنى القضية المركزية للعرب وهي فلسطين شعرت إسرائيل بخطر حقيقي وموشك يمكن ان يهدد وجودها لو استمر تدفق المال من ارتفاع أسعار النفط ورخص المعيشة في العراق. البلد الذي افاق بعد حرب عام 1973 بميزانية انفجارية وفائض مالي بلغ أكثر من 70 مليار دولار في ذلك الوقت وهو مبلغ يكفي لجعل العراق من الدول القوية ليس في المنطقة بل في الشرق الأوسط وفعلا استطاع في عدة جوانب ان يكون هكذا مع تنامي الحس القومي والعدائي في نفس الوقت لإسرائيل وشعار تحرير القدس وفلسطين كان هو السائد. لم يكن هناك حل سوى خلق كيان قوي موازي لهذا الحزب الحاكم في العراق لا سيما مع وصول الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الى دفة الحكم فتم إسقاط الشاه بمظاهرات تدعي انتشار الفساد وانعدام الحرية في إيران رغم ان الشاه كان لا يتدخل في شؤون الدول المجاورة عدا العراق وقد أنهى هذا التدخل بعد معاهدة الجزائر عام 1975 والتي نسقها وادارها بنجاح الرئيس الراحل صدام حسين. إذن تفرغ العراق للبناء وتطبيق شعاراته ووعوده لشعبه والعرب وقد يكون التحشيد ضد إسرائيل أولهما! تم خلق نظام الولي الفقيه من رحم الفكر الشيعي المسالم الى ما قبل بروز الفكر الخميني الذي يدعوا لتصدير ما اسماها الثورة الى الخارج فجاء الخميني بطائرة فرنسية من مقر تجنيده الفكري في باريس التي هي أيضا من أخرجت التنظير والفكر البعثي في الخمسينيات ففرنسا كانت ولا تزال مقر الفلسفة والفلاسفة ومنظري الأفكار الحزبية والشمولية. وبعد أيام فقط من جلوسه المشؤوم على كرسي الحكم في إيران بعد انقلاب شباط 1979 بدأ يناصب العداء للعراق ويألب الشعب العراقي على حكومته ويخلق البلبلة. ثم اندلعت الحرب الحتمية وكانت أطول حرب في القرن العشرين امتدت لثمان سنوات كبدت الطرفين قرابة المليون قتيل ومئات المليارات من الدولارات أحبطت المخطط العراقي للنهضة تماما. ثم بعد غزو العراق وجدت إيران ونظامها الديني الفرصة وبغطاء أمريكية من إدارة الرئيس الأمريكي أوباما فرصة للتوسع في المنطقة وخلق رعب حقيقي وصل لداخل الدول الخليجية. المستفيد الوحيد كما بينت الأمور هي إسرائيل فقد أوصلت العرب لحال ان يقبلوا بإسرائيل التي لا ترعبهم ولا تحاربهم ولا تحاول تصدير افكارها لهم بالقوة مقابل قلع التمدد الإيراني الذي بات خطر لدرجة غير مسبوقة منذ اسقاط حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الوحيد الذي استطاع كبح بل تدمير الحلم الإيراني بالتوسع غربا على حساب العرب. الان بعد موافقة العرب على قبول إسرائيل كوطن لليهود بينهم مقابل اسقاط أبشع نظام عنصري ودموي في تاريخ العصر الحديث في المنطقة أصبحت إيران ونظام المرشد الأعلى في مهب الريح فقد انتهت صلاحيته وانتفت الحاجة اليه. قد يكون هناك بقاء له لكن بصورة مصغرة فقط للاحتياط لكن حتى هذا مستبعد فحكومة العالم الخفية لا تلعب بأوراق فاسدة او تالفة ومستنفذة إنما تلجأ لخطط جديدة لا تخطر ببال. خطأ النظام الإيراني انه اعتقد قيامه بحرب الوكالة لروسيا قد يجعله محمي من قبل روسيا الدولة العظمى لكنه نسي ان روسيا في نهاية المطاف محكومة بكراهية شديدة من باقي العالم بل وحتى من الصين التي لا ترى فيها حليف امن فالصين ودعت الشيوعية وابقت على رمزيتها منذ زمن وباتت لا تحتاج لاحد بل العالم يحتاج لها. دقت أجراس التغيير وكشف الاعلام للشعب الإيراني ان فقره ومعاناته الاقتصادية كان سببها إنفاق النظام لملايين المليارات في سبيل أحلامه التوسعية التي لم تأتي عليه إلا بالويل والفقر ولازال يرزح تحت حصار شديد منذ أكثر من 10 سنوات رغم توقيع الاتفاق النووي الذي ظل حبر على ورق ولن يرى النور أبدا فأنظمة العصور الوسطى ليس لها مكان في عالم الغد. أصبحت المليارات التي أنفقها النظام في سبيل تصدير أفكاره وقودا يحترق بها الان.
عربي 21 نشرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن الأموال الطائلة التي تنفقها الحكومة الإيرانية في الحروب بالوكالة التي تقودها في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من التهميش والبطالة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بحسب مقاطع الفيديو التي نشرها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنادي الشعارات التي رفعها المتظاهرون في مختلف المدن الإيرانية بالخروج من سوريا وغزة ولبنان، والاهتمام بمطالب الشعب الإيراني. بعبارة أخرى، دفع إهدار إيران لكمّ هائل من الأموال على الصراعات الإقليمية بالشعب الإيراني إلى الانتفاض في وجه حكومته.
وأفادت الصحيفة بأنه وفقا للمعارضة الإيرانية، يعتبر الشعب الإيراني أحق بالأموال التي تصرفها الحكومة الإيرانية على الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط، وذلك بالنظر إلى تأزم الوضع الاجتماعي وما يعانيه الإيرانيون من تهميش وبطالة وفقر. علاوة على ذلك، أكدت المعارضة أن هذه الأموال الطائلة التي أهدرتها طهران، كان من الممكن أن تساهم في النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
وذكرت الصحيفة أنه لا توجد أرقام رسمية لقيمة هذه الأموال. لكن، ومنذ اندلاع ثورات الربيع العربي وظهور بوادر التوتر بين التيار الشيعي الذي تقوده إيران والتيار السني الذي يتفق مع سياسة الغرب المناهضة لإيران، أنفقت الحكومة الإيرانية عشرات المليارات من الدولارات؛ كي تتمكن من بسط نفوذها في الشرق الأوسط.
ونوهت الصحيفة إلى أن البنوك الإيرانية المملوكة للدولة أقامت خطوط ائتمان لحكومة بشار الأسد بقيمة 3.6 مليار دولار في سنة 2013 ومليار دولار في سنة 2015؛ للسماح لدمشق بشراء النفط والغاز والسلع الأخرى من إيران. من جانب آخر، قامت طهران بإنشاء "جسر جوي" يربط إيران بمطار المزة، الذي يقع جنوب غرب العاصمة السورية؛ بهدف تزويد المقاتلين الشيعة، الذين يقاتلون لصالح نظام الأسد، بالأسلحة والذخائر.
وأضافت الصحيفة أن قيمة رواتب المقاتلين الشيعة، خاصة الأفغان والعراقيين، بلغت 180 مليون دولار في السنة، حيث يبلغ مرتب الجندي الواحد 300 دولار في الشهر. كما تتكبد الحكومة الإيرانية أيضا نفقات التدريب والشحن والنقل، فضلا عن مصاريف عائلات المقاتلين الشيعة الذين لقوا حتفهم خلال الحرب في سوريا. بناء على ذلك، يبدو من غير الممكن أن تبلغ النفقات الإيرانية في الحرب السورية مليار دولار فقط، بل العشرات من مليارات الدولارات.
واعتبرت الصحيفة حزب الله اللبناني أكثر منظمة حظيت بدعم إيران. فمنذ تأسيسه خلال الثمانينات، قدمت طهران أموالا طائلة لحزب الله لتوحيد صفوف الشيعة في لبنان. والجدير بالذكر أن حزب الله تمكن من تحقيق استقلاليته المالية منذ حربه مع إسرائيل سنة 2006، حيث أصبح يحظى بشبكة تمويل هامة تضم شركات ومؤسسات مالية ضخمة، بالإضافة إلى الدعم الذي يتمتع به من قبل رجال الأعمال اللبنانيين.
في السياق ذاته، تراوحت قيمة المساعدات المالية التي تقدمها إيران لحزب الله بين 60 مليون دولار ومليار دولار في السنة. ويأتي هذا الدعم في شكل أسلحة وذخائر يتم إرسالها في نهاية المطاف إلى سوريا والعراق.
وأضافت الصحيفة أن مليشيات الحوثيين تحظى أيضا بدعم إيران وحزب الله اللبناني. في هذا الصدد، ما زالت إيران تقدم الدعم لهذه المليشيات في حربها ضد السعودية، وذلك من خلال تزويدها بالصواريخ. وقد أطلق الحوثيون مؤخرا صاروخا إيراني الصنع نحو العاصمة السعودية، الرياض.
وأوردت الصحيفة أن قيمة الإمدادات المالية التي تضخها إيران إلى حركة حماس في قطاع غزة بلغت حوالي 100 مليون دولار سنويا، وهو دعم شهد انخفاضا خلال الآونة الأخيرة. أما حركة الجهاد الإسلامي، فتتمتع بمساعدات مالية بقيمة 70 مليون دولار في السنة، حيث إنها تستغل هذه المساعدات لشن هجمات على إسرائيل، وذلك وفقا للصحيفة.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الشعب الإيراني يعاني من الفقر والبطالة، في الوقت الذي تُصرف فيه أموال الشعب على الصراعات الإقليمية التي تمولها طهران من خزينة الدولة.
#حروببالوكالة #العراق #صدامحسين #العراقالحربالإيرانيةالعراقية #المرشدالاعلى #خامنئي #إيران #النظامالإيراني #اتفاقيةالجزائر #إسرائيل #صحيفةلاستامبا #الحكومةالإيرانية #الشرقالاوسط #سوريا #لبنان #حزبالله #التظاهراتفيإيران #الربيعالإيراني #المقاتلينالشيعةفيالعراقوسوريا #المقاتلينالافغانفيسوريا #نظامالاسد #السعودية #الحوثيين #الرياض
Comentários