الامريكان رغم غبائهم التاريخي المعروف لكن في العراق كانوا اذكياء جدا على حساب سذاجة الغالبية العظمى من الشعب العراقي.
فقد اوهموا الطائفة الشيعية والكردية بأنهم مظلومين وان هذه فرصتهم للثأر والساذج والغبي حتما سيركض لاهثا خلف السراب دائما ولا يسال نفسه كيف للماء ان يبتعد كلما لهثت خلفه أكثر!
اشركوهم في قتل وتهجير السُنة كي يكون الحساب العكسي يوماً عسيراً عندما تفشل الحكومة (كما خططت أمريكا وحلفائها مسبقا) وينكشف الفخ، فضعفت إيران وها هي تهوي في وادٍ لا قرارة له كعادتها التاريخية وانهار ماعش وداعش اللذان كانا صنيعة ايرانية واضحة لا يراها إلا ذو عقل راجح وبصيرة وطنية ثاقبة.
لو نظرنا الى مسرحية اعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين على سبيل المثال (التأليف والإخراج امريكي بحت) لوجدناها متكاملة حتى مشهد النهاية فالقضية تخص الشيعة حصرا كي يبدوا البطل فعلا ظالم لفئة معينة دون أخرى رغم انه غير واقعي والقاضي كردي كي يضمنوا العداء ان يخبوا بين الكُرد والشيعية ولو لفترة معلومة (الكرد الوحيدين مَنْ يكفرون الشيعة منذ القدم وليس السُنة) ثم مشهد الاعدام الذي كان شيعيا بحتا كي يكون في تاريخ العراقيين حسينين وليس واحد.
ثم جاءت كارثة افتعال الحرب الاهلية او الطائفية فدقت مسمارا تاريخيا وخطيرا في نعش التعايش منذ القدم بين طوائف الشعب العراقي القديمة.
والان . . واه من كلمة الان!
انهار كل شيء فلا الشيعية بينهم متوافقين وصاروا شيعا ولا السُنة يثقون بهم ولا هم يثقون اصلا بالسُنة ولا الكُرد يحبونَ الشيعة ابدا ولا يثقون بهم اصلا وأيضا لا يحبون العرب بشكل عام وإيران الى نهايتها الحتمية فهي كيان مختلق ادى مهمته وجاري التخلص منه كأي عميل تنتهي مهمته فتكون مكافأته رصاصة في الرأس من موكله.
ماذا بقي لدى الشيعة في العراق والمنطقة!
لا شيء. . لقد استثمرت أمريكا سذاجتهم وجهلهم بل والغباء الذي يتمتع به قادتهم المعممين فجعلتهم محاطين بأعدائهم فقد خسروا كل اواصر الود مع الجميع وحتى مع أمريكا التي أتت بهم فظنوا انها خادم لهم فصار الثأر ثأرين.
بل حتى دول الخليج لعبت دورا ذكيا في تشتيت شمل الحكومة العراقية وميلشياتها وذلك عن طريق استدراج كل حزب او شخصية على حدة فالسعودية بدأت بحيدر العبادي المنشق أصلا عن حزب الدعوة فجعلته موضع شك من أقرب المقربين منه وموضع شك إيران وبالفعل نجحت الخطة فلم تؤيد إيران استمرار العبادي في منصبه فتمزق شمل حزب الدعوة أكثر باستقدام عادل عبد المهدي الذي لم يكن اشطر من العبادي وأيضا استدرجته السعودية ولم يكن له الخيرة من امره.
ثم الكويت التي استمالت المنغولي مقتدى الصدر زعيم مليشيات جيش المهدي وتيار سائرون الحزبي في البرلمان والذي هو مكروه أصلا من المرجعية ثم البحرين أيضا استدرجت بعض الشخصيات بل حتى مصر استدرجت بعض الشخصيات الوزارية والحزبية فكان المشهد كدجاج خرج للتو من القفص لا يدري اين يذهب وكل واحد يعتقد انه ذاهب الى الجهة الجيدة وهذا هو المطلوب فنالوا هذه المرة غضب الشعب اكثر فاكثر فالشعب يرزح تحت ظروف خانقة من انعدام سبل العيش حيث ان الدولة فاشلة في كل صغيرة وكبيرة فكانت خطة كسب الوقت من قبل دول الخليج قد نجحت نجاحا عظيما فقد صار المشهد هو انهم محاصرين حتى من الداخل فمشهد الاقتتال الداخلي والتصفيات يطفوا الى السطح شئنا ام ابينا والشارع بات لا يعير أي احترام او اهمية للمرجعية بدليل ان فتاواها الاخيرة في الانتخابات لم يُلقى لها بالٍ ابدا وبقية فتاوى عن الفساد وغيره لم تلقى أي ترحيب.
وصل حال الحكومة الى نقطة اللاعودة ونقطة الفشل التام الذي لا يمكن إصلاحه باي طريقة سوى تغيير شامل وكامل للعملية السياسية في العراق شرط ان لا يكون أي منتسب لهذه العملية منذ بدايتها عام 2003 له أي مشاركة او وجود فيها بل ويجب محاسبته كي يهدأ الشعب وتهدأ المنطقة.
قانون الخسارة سيطبق حتما على الخاسر كما جرت العادة فالخاسر لا يجلس على مائدة المفاوضات الا لتوقيع الهزيمة ثم الذهاب الى حبل المشنقة برجليه فلم يكن الخاسر يوما شريكا لمنتصر.
العقوبات الامريكية خير دليل على مَنْ هم هدف امريكا القادم فهي لم تتسع الا لإيران واتباعها سواء من مليشيات او افراد وقد صرحت امريكا قبل أيام (بعد صدور اول قائمة لشخصيات عراقية نافذة وسياسية بإدراجها على قائمة الإرهاب وتجميد أموالها دوليا) بان هناك عقوبات وقوائم أكثر في الطريق ومَن عساه ان يكون في القائمة غير كل ذي نصيب في هذه الحكومة المعلوم طائفتها ومليشيات ارهابية حان موعد تصفيتها!
لقد كتبت في أكثر من مقالة سابقة ومنذ سنوات، سيكتب التاريخ بان أمريكا جعلت من العراق أكبر فخٍ لإيران فهذا هو قدر العراق العظيم ان يكون داحيا للفرس والمجوس منذ الازل والى الابد مهما غلت التضحيات.
Comments