تغيير جلد الشركة (اسمها, مقرها, لونها بعض كبار مدرائها, شراء اصول او فتح نشاطات تجارية اخرى الخ) اسلوب تستخدمه الشركات الكبرى وبالاخص الامريكية منها عند افتضاح فسادها او انكشاف خرقها للقانون وهذه الطريقة متبعة بين الشركات الامريكية منذ بداية نهوض الولايات المتحدة لتكون قائدة لاكبر اقتصادات العالم (لغاية عام 2006 بدأ الاقتصاد الامريكي بالافول) وليومنا هذا.
فعلى سبيل المثال عندما بنى روكفيلر امبراطورية ضخمة من خلال شركته ستاندارد اويل في اوائل اكتشاف النفط في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر ثم تحولت الشركة وبتحالفات مع شركات في نفس المجال ليتكون ماعرف وقتها بـ Trust كان بالفعل مرعبا واحتكر قطاع كبير من صناعات مثل النفط والحديد المهمة حينها جدا حيث كانت الولايات المتحدة تبني بناها التحتية وتقود العالم اقتصاديا, فكان اول شيء واجهه بعد ان تغول واعتقد روكفيلر بانه لا يمكن مباراته واجه محكمة مكافحة الاحتكار تحت قانون يسمى في الولايات المتحدة anti-trust اي مكافحة الاحتكار والذي بموجبه تم توجيه اتهامات بالاحتكار لشركة ستاندارد اويل ثم الحكم ضدها بعد عدة سنين من التحقيقات بالتفكيك. لكن هل انتهت قصة روكفيلر بالفعل؟
بالطبع لم يحدث هذا بالضبط فقد تحول روكفيلر الاخطبوط الى عدة اخطبوطات فقام بتقسيم امبراطوريته الاحتكارية الى عدة شركات اصبحت تسيطر فيما بعد على اقتصادات دول وليس فقط اقتصاد الولايات المتحدة, فقد تحولت ستاندارد اويل الى عدة شركات مثل شركة تكساكو النفطية ومجموعة سيتي بنك الخ من شركات مازالت تسيطر على حصص ضخمة من الاقتصاد العالمي سواء النفطي او مجالات مختلفة مثل جامعات ومنظمات تحت غطاء نشاط اجتماعي او انساني او علمي او ثقافي او جامعي بالاضافة الى نشاطات تجارية بعيدة عن طبيعة عمل وتخصص مجموعة روكفيلر لم يكن يمارسها بل لم هي عكس طموحاته اصلا لكن لغرض التمويه اقتناها او اختلقها.
صراع الجبابرة
الصراع بين اقطاب التجارة في الغرب انفسهم (اقتصاد الاتحاد الاوروبي واقتصاد الشركات الامريكية) وصل الى درجة الحرب المعلنة وبالفعل بدأ الاتحاد الاوروبي بتوجيه ضربات الى ما يسمى عمالقة الانترنيت (لم تسلم صناعات اخرى مثل الاسلحة والطائرات والمواد الكيماوية من هذه الضربات) مثل غوغل Google وامازون Amazon وابل Appleومونسانتو للكيماويات Monsanto (اختفت مونسانتو نهائيا بعد ان اشترتها شركة بايرBayer للادوية رغم ان مونسانتو كانت على وشك الافلاس ويملك بل غيتس اغلب اسهمها في حينها ودفعت باير بالفعل في عام 2020 تعويضات ضخمة لمتضررين من منتجات مونسانتو المُسرطنة فاقت العشرة مليارات دولار) وذلك بسبب تغول هذه الشركات على حساب الاتفاقات المعلنة والتفاهمات الغير معلنة بين الاقطاب هذه لاقتسام الاسواق العالمية فاذا بامريكا كعادتها تطعنهم في الظهر.
بدأ الاتحاد الاوروبي بضرب فيسبوك وكل منتجاته المريبة مثل واتساب وانستغرام التي بكل تاكيد تعمل بمخالفات فاضحة ضد قانون الاحتكار (بالاضافة الى مخالفات جسيمة اخرى يجري تقييمها مثل خروقات الخصوصية وبيع معلومات المستخدمين لجهات امنية خارج الاتحاد الاوروبي وكذلك اثارالتدمير النفسي والمجتمعي الذي احدثته هذه المنتجات ومايترتب عليه من نتائج خطيرة جدا) حيث يعتبر الاحتكار خط احمر في الاعراف الاقتصادية الاوروبية وكذلك الامريكية لكن بعد ان تاكد للاتحاد الاوروبي بان القوانين في الولايات المتحدة اصبحت مشلولة امام تغول هذه الشركات (افلت بل غيتس من حكم محكمة مكافحة الاحتكار بتقسيم مايكروسوفت بالفعل بعد ان دعم الجمهوري جورج بوش الابن اثناء سباقه الرئاسي بمبالغ ضخمة وصلت لاكثر من مليون دولار ليصل جورج بوش الابن الى السلطة ويُبطل قرار المحكمة لاحقاً بفعل صلاحيته) التي اصبحت تجير القانون الامريكي لمصالحها الخاصة فكان لابد من توجيه ضربة قاصمة او قد تكون تاديبة فقد اكتشف الاتحاد الاوروبي بان هذه الشركات الامريكية لا تضر بمصالح الشركات الاوروبية والاسواق المشتركة فحسب بل هي تساعد اقتصادات مناوئة في اماكن اخرى من العالم على التغول مثل الاقتصاد الصيني وايضا ما يسمى الاقتصادات الناشئة Emerging economies سواء كان هذا الدعم متعمد او غير متعمد.
لقد توقعتُ شخصيا في عام 2011 بان الفيسبوك قد بدأت قصة نهايته واصبحت مسالة وقت. هكذا تحليل ليس بالامر المستحيل إذا ماكان للشخص الخبرة الكافية في الشركات العالمية واستراتيجيات السوق الدولي ليعلم ما اذا سرطان الشركات قد دب بالفعل في جسد الشركة والسرطان هذا بدأ ينتشر في الفيسبوك حينها وهاهو وصل مراحله النهائية وبات القضاء على الفيسبوك مسالة وقت بل باتت قاب قوسين او ادنى.
بدأت فضائح الفيسبوك تصل لدرجة التحقيقات فقد تم استدعاء مارك زوكربيرغ شخصيا للتحقيق معه في لجنة خاصة من الكونغرس وكانت جلسة علنية ولم يستطع الدفاع عن نفسه بوضوح وكالعادة يجيب على الاسالة الواضحة والصريحة بطرق ملتوية واجابات ليس فيها اي جزم كي لا يستخدم ضده (طريقة متبعة ومسموح بها فقط في الولايات المتحدة لغرض التملص من اي مسائلة قانونية باستخدام عبارات غير واضحة او جازمة عن امور او احداث وقعت بالفعل بل ان هذه المصطلحات غير معرفة قانونا فلا يتم الحكم من خلالها على المتهم إذا ما استخدمها مثل عبارة " على حد علمي" او " على افضل ما اعتقد" رغم ان المستجوب هو رئيس المؤسسة الذي حتما يعلم كل شيء ويقرر في القرارات الرئيسية للشركة والتي نفذ من الادانة والسجن بهذه الطريقة حتى مدراء بنوك قيادية تسببوا عمدا في الازمة المالية العالمية عام 2008) والامر لم يتنته بعد, فها هو اليوم يواجه انقلاب مدراء مفصليين كانوا يعملون لديه وسربوا وكشفوا وثائق تدينه بخرق القوانين وكذلك المساعدة على افعال اخلاقية مشينة بل خطيرة ومازالت الوثائق تتكشف كل يوم حتى بدأت الان حملة دولية سميت بـ " اوراق الفيسبوك Facebook paper" وهي حملة لن تسكت قبل الاطاحة بالفيسبوك وهذا مايفسر تصريح زوكربيرغ عن نيته تغيير اسم الفيسبوك في نفس التوقيت ولا وجود للصدف في هكذا قضايا دولية.
يحاول زوكربيرغ الهروب بافعاله التي درت عليه المليارات والاستمرار باعماله بطريقة (مُشرفة) حسب اعتقاده من خلال اعلانه عن نيته تغيير اسم الشركة في محاولة لدفن ومواراة افعالها المريبة والقذرة بل الخطرة جدا والتي ساهمت في تدمير جيل باكمله بل وصل به الامر التغاضي عن كبح صفحات وحسابات داعمة للارهاب وكذلك عصابات الاتجار بالبشر, فقد عَلِمَ ان مُخالفاته صارخة لدرجة انها ترقى لمستوى جريمة و ستزج به في السجن عاجلا ام اجلا وهذا ماذكرته في عدة مقالات ونشرات سابقة.
نعم سيتم الزج به في السجن او تجريده من قوته كاي مجرم او خارق قوانين عاتي سرق واخترق خصوصيات المستخدمين بل استعمل معلوماتهم وخصوصياتهم ضدهم وهذا هو الجرم الاكبر فهو باع هذه المعلومات لجهات سواء امنية او تسويقية او تخطيطية استغلتها للتلاعب بتوجهات المستخدمين وعامة البشر وهذا يرقى الى الجريمة بل هو الجريمة بعينها, فهل ستطبق الولايات المتحدة عليه القانون وتحفظ لقانونها مابقي من هيبة امام شعبها وامام العالم ام ستستمر الخروقات بسبب سطوة هذه الشركات ونفوذها المريب على الكونغرس الامريكي الامر الذي سيعمق الفجوة بينها وبين العالم التي هي اصلا وصلت حد لارجعة فيه وهو ماسينتج عنه عواقب كارثية للولايات المتحدة دون شك!
اود اثارة موضوع لا اجزم بصحته لكن . .
قد يكون لتورط فيسبوك في التاثير على خيارات الناخب الامريكي اثناء حملة دونالد ترمب للانتخابات الرئاسية وفوزه فعلا بالرئاسة سبب خفي لقرار لوبي امريكي كبير يقوده الديمقراطيين وقسم من الجمهوريين ايضا للاطاحة بكل من ساعد الروس ولو بطريقة غير مباشرة او لنقل تم استغلالهم كاداة للتاثير في الانتخابات الامريكية, سيكون سبب للاطاحة بالفيسبوك بل بما يسمى مواقع التواصل لسحب هذا السلاح من يد الدول الخارجية كروسيا والصين اللتان استخدمتا هذه التقنية او الشركات الامريكية ضد بلدها الام, حيث بدأت الصيحات داخل الادارة الامريكية وصانعي القرار تتعالى بان هذه المواقع وبالذات الفيسبوك اصبحت كبيرة لدرجة انها غير مسيطر عليها من قبلنا بل من قبل دول معادية.
اكرر قولي, لا اجزم بهذا التحليل لكني اطرحه بسبب تتالي الاحداث وقوتها ونوعيتها وطريقة تعامل الكونغرس معها اثار شكوكي هذه بان اسقاط الفيسبوك هي عقوبة لتورطه بالتدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2006 وان كان زوكربيرغ ليس متواطئ بتعمد او قصد مع الروس او مع ترمب, وقد اعترف بايدن بهذا التدخل او التاثير القوي المُثبتْ والناجح والذي رفضت نتائج التحقيقات فيه من قبل المحكمة العاليا في وقته لكن الحقيقة تقول تم زرع دونالد ترمب من قبل روسيا وقد يكون بدعم الصين ايضا كرئيس للولايات المتحدة.
هل السُم دواء ناجع دائما !
يخبرنا التاريخ ان تغيير الاسم واسميه تغير جلد الحية ليس بالضرورة ان ياتي بنتائج ايجابية مثل الذي حدث مع مجموعة روكفيلر فالزمان مختلف والجرم مختلف والعالم برمته كان مختلف وغير متلاصق ومتقارب تجاريا كعالمنا اليوم.
فحينها كان العالم مقسم الى شرق وغرب والتواصل بين العالمين غير سهل ولا سريع ومُكلف اما اليوم فالعالم عبارة عن قرية صغيرة جدا فاذا عطست الصين اصيب العالم بالزكام برمته كما بدأنا نشاهد منذ اقل من 5 سنوات وليومنا هذا والامر يزداد حدة كل عام.
لكن زوكربيرغ يلعب على امرين يظن انها ستساعده في تغيير جلده وهما :
اولا: السذجنة التي خلق بها جيل ساذج باكمله ونشر السذاجة او لنقل وسّعَ مداها بين المراهقين خاصة وهذا الاهم ثم عامة الناس, والسذاجة لا تقتل إلا صاحبها وتنفع في تسويق التفاهات والمنتجات الرخيصة والخطرة ايضا (ليس بالضرورة منتجات صناعية بل فكرية او اجتماعية او موضات سخيفة وعديمة الفائدة بل لها مردودات عكسية).
ثانيا: النسيان, وهي ان عالم اليوم مكون من جيل يتمتع بغباء غير مسبوق في التاريخ المعاصر للبشر لا سيما منذ بدأ انتشار الثقافة والصناعة منذ قرنين, وهذا الجيل ينسى او يتناسى بسرعة شديدة لعدة اسباب لعل اولها واهمها هي تسارع وتيرة الاحداث بمختلف انواعها في العالم الان وسينسون افعال الفيسبوك القذرة بعد حين (هذا ان علموا اصلا بخطورتها او قذارتها) إذا ماخرج باسم جديد (يسمى في عالم التسويق إعادة اطلاق مُنتج re-lunching).
هذا من ناحية, ومن ناحية اخرى سيستدرج او يخلق سُذج جدد ليكونوا سلعاً يتاجر بها بالاضافة الى القطيع القديم.
هنا تكمن خطورة قد يكون لم يعي قوتها او حجمها بسبب "النجاح" وهذه من صفات زوكربيرغ المعروفة اي التكبر او انه اصبح بلا خيارات غير المضي قدما فيها, فهذه المرة هو ليس وحيدا في سوق الاتجار بالسذج والسذاجة (كان فيسبوك اول موقع تواصل بعد ظهور مصطلح مواقع التواصل رغم ان هذا السوق كانت بداياته الفعلية عام 1998 من خلال منتديات ياهو ومجموعات MSN ) فتطبيق تيك توك الصيني اصبح هو المسيطر على هذا الاتجاه حاليا او المسار الوقتي Trend كذلك دخلت يوتيوب بقوة في هذا السباق عن طريق اضافة ميزة الفديوات القصيرة واسمته شورتس Shorts ولاننسى وهذا الاهم هو ان هذه كلها تندرج تحت اسم واحد وهي انها مجرد موضات او اتجاهات آنية وقتية وموتها وتلاشيها حتمي وبفترات تعتبر قصيرة وفق القياسات التجارية للمنتجات الرصينة, لكن بالطبع تجار الانترنيت يوظفون هذه الطريقة لصالحهم لكسب المليارات وسيغيرون من جلودهم الف مرة ان اقتضى الامر للبقاء في السوق, لكن . . هيهات.
الاتحاد الاوروبي والصين وروسيا صاروا يخططون سوية في نفس الوقت دون سابق اتفاق انما ماجمعهم رغما عنهم هو معاداة تلك الشركات الامريكية بل بدأوا باتخاذ الخطوات الفعالة لقطع انفاس ما يسمى عمالقة الانترنيت وهي برمتها شركات وادي السيلكون في الولايات المتحدة امريكية هذا الوادي الذي اصبح اسمه مرادفا للاحتكار والبشاعة التكنولوجية اكثر منه لفائدة الاقتصاد وتطور البشرية, وهذا الامر قد بدأ بالفعل فعلى سبيل المثال الغرامات المفروضة من الاتحاد الاوروبي على غوغل خلال الخمس سنوات الاخيرة فاقت الثلاث مليارات دولار وكذلك على الفيسبوك بلغت اكثر من مليار دولار بالاضافة الى اخضاعه بالقوة لاقتسام الربح مع مؤسسات صحفية في فرنسا على سبيل المثال وهكذا بدأت عملية قص الاظافر التي لن تتوقف حتى يتم قطع اليد بالكامل.
هكذا تنتهي قصص الشركات العملاقة !
اسوء مايمكن ان يحدث لشركة مهما بلغت قوتها او حجم اسواقها او رصيدها البنكي, اسوء مايمكن ان يحدث هو ان يظهر او يتكون لها اعداء في كل مكان واكرر, اعداء وليس منافسين وهذا الامر خطير جدا فاعداء الشركات الامريكية المتغولة هذه المرة ليسوا شركات منافسة اطلاقا بل هي دول عظمى ودول متقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا تسعى ايضا لحماية شركاتها واقتصادها مثل الصين وفرنسا بالاضافة الى اقتصادات كارهة لتغول الشركات الامريكية مثل المانيا وبريطانيا وبقية دول الاتحاد الاوروبي بل وحتى دول اسيوية صاعدة مثل ماليزيا واندونيسيا, اي ان المشهد اصبح يقول " الشركات الامريكية التكنولوجية لم تعد مرحب بها دوليا" فاصبح انهيارها وتلاشيها مسالة وقت فقد تراصف لها العالم دون اتفاق يجمعهم المخاوف من التغول الغير مبرر لتلك الشركات الغير نزيهة بنظرهم, فعلى سبيل المثال بدأت سيطرة شركة ابل Apple على سوق الهواتف " الذكية" يتلاشى وستخرج ابل من هذا السوق مرغمة خلال 5 سنوات تقريبا هذا ان لم تخرج الشركة برمتها من الخدمة نهائيا خلال العقد القادم الذي يسير الينا بسرعة, فشركة ابلApple ليس في جعبتها اي جديد في حين ان الشركات ولنقل التكنولوجيا الصينية جعبتها مليئة بل مكتضة بالمستقبل (لقد طورت الصين الجيل الخامس 5G وهو ينتشر بقوة في العالم وتطوير الجيل السادس 6G قد بدأ بالفعل بشراكة صينية وكورية ويابانية ايضا بالرغم من وجود مايكروسوفت وابل في هذه الشراكة التي لا تعطي الشركات الامريكية اي علو قدم فيها) هذه المرة اي انها خطة فائقة الذكاء لدحر اي معترض على 5G حيث ستكون حينها اي تقنية مثل 4G وماسبقها غير صالحة للعمل والخدمة في عالم 2030 وهو موعد اطلاق شبكة 6G بالاضافة الى هواتف الشركات الصينية اصبحت هي المسيطرة على الحصة الاكبر من سوق الهواتف في العالم وبالتالي سيكون للصين نصيب الاسد من كم المعلومات Data سواء الشخصية او التجارية التي ستجمعها من خلال الهواتف وشبكات الاتصال)
سوق صناعة الكمبيوتر خرجت منه الولايات المتحدة منذ سنين فكل شركات تصنيع اجهزة الكمبيوتر الامريكية تصنع اجهزتها من الالف الى الياء في دول اسيوية اولها الصين ثم اندونيسيا وماليزيا وحتى تايوان التي ستسترجعها الصين قريبا بلا ادنى شك.
على سبيل المثال لا الحصر لبيان وضع بعض الشركات الامريكية في المستقبل نرى ان :
1. شركة بوينك الامريكية لتصنيع الطائرات تستورد اكثر من 60% من مكونات طائراتها من خارج الولايات المتحدة.
2. غالبية مستخدمي الفيسبوك ومنتجاته هم من خارج الولايات المتحدة
3. غالبية زبائن امازون هم من خارج الولايات المتحدة
4. 100% من البضائع التي تبيعها امازون ليست مصنعة في الولايات المتحدة واكثر من نصفها يخزن خارج الولايات المتحدة
5. غالبية مستخدمي غوغل ومنتجاته هم خارج الولايات المتحدة
6. اكبر سوق لمنتجات ابل Appleحاليا هي الصين وليس الولايات المتحدة وتصنع كل منتجاتها في الصين ايضا
7. شركات الادوية الامريكية العملاقة اسواقها ومستهلكيها هم خارج الولايات المتحدة
يبقى شيء مهم جدا, ان هذه اموال هذه الشركات غالبيتها في ارصدة لدى بنوك خارج الولايات المتحدة.
كانت هذه نبذة بسيطة عن وضع مايسمى "عمالقة" الانترنيت وكيف ان امرهم بل مصيرهم ليس بيدهم ابدا مادامت مصادر سلعهم واسواقها خارج بلدانهم الاصلية اي بيد قوى اقتصادية وسياسية عظمى خارج اراضي وسيطرة الولايات المتحدة التي تصارع بُناها التحتية الموت بينما اعضاء الكونغرس يتناطحون حول الموافقة على صرف مبالغ لتطويرها ام لا لتفويت الفرصة على بعضهما البعض للفوز بصوت الناخب الامريكي العاطل عن العمل والتفكير اصلا !
فعن اي شركات امريكية رصينة 100% نتكلم؟
ام عن اي اقتصاد امريكي تملك فيه الولايات المتحدة زمام المبادرة والسيطرة نتصور؟
تحيتي
Comments