الأمريكية
لا يمكن تفادي حرب, فقط ممكن تأجيلها لمصلحة أخرين
" ميكيافيللي"
اليوم أكملت الحرب الأوكرانية – الروسية عامها الأول بنجاح ساحق وقد يستغرب القارئ ويقول "كيف نجحت" !
أطلقت روسيا على الحرب تسمية العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا, وبالفعل وليومنا هذا أثبتت المعارك والوقائع أنها عمليات عسكرية خاصة وليست غزو لاحتلال أوكرانيا بالكامل كما تطبل أبواق الناتو وذلك لمقصد خبيث كعادتها فلم تصرح روسيا ولا بوتين نفسه أبدا بان المقصد والهدف احتلال أوكرانيا او إسقاط نظام كييف وهي ليست خائفة من احد لتصرح بهذا إطلاقاً ولا تخشى شيئاً بل قال بالحرف الواحد في خطاب بدأ العمليات العسكرية " هدفها حماية الشعب الذي عانى لثمان سنوات من القتل وجرائم نظام كييف ".
استذكر بعض الأخبار واكرر، بعض الأخبار التي تناقلتها أبواق حلف الشر مقابل الحقيقة على ارض الواقع في يومنا هذا واذكر كيف أقسمت وأكدت هذه الأبواق على (صدق) أخبارها ومعلوماتها وكالتالي:
1. إدعت أبواق حلف الناتو ومنذ اكثر من 6 اشهر ان النازيون الجدد يحققون انتصارات باهرة (وفق مقاييس أبواق الناتو وقناعات مَن لا علم ولا مصدر له) و أن الجيش الأوكراني يتقدم بسرعة البرق ويدحرون ويسترجعون اراضٍ من الجيش الروسي وكانت (الأخبار) هذه تُكرر اكثر من ربع مليون مرة في اليوم الواحد على مدار الساعة و من خلال كل بوق وموقع تفاصخ اجتماعي، حسناً، ان كانت صحيحة إذن النازيون الجدد يجب ان يكونوا يقاتلون ألان على أبواب موسكو وبوتين يتوسل التفاوض مع دولة اخرى طلبا للجوء, أليس كذلك! (لا ادري ما يفعل اكثر من 3 مليون لاجيء اوكراني في الاتحاد الأوروبي حسب إحصائيات مفوضية اللاجئين )!
2. ادعت وأجزمت وأقسمت أبواق حلف الناتو بان أسعار الطاقة قد ارتفعت بسبب روسيا ولذلك تسببت بالتالي في ارتفاع أسعار كل السلع الأخرى مُحدِثةً التضخم، رغم ان أسعار الطاقة وباقي محاصيل الحبوب انخفضت بعد اقل من شهرين من بداية الحرب لتعود دون مستويات حتى ما قبل الحرب لكن، التضخم مازال مستمرا بالارتفاع وطبعا لن يعترفوا بان السبب هو طبعهم للنقود fiat money بوتيرة لم تشهدها دول الغرب وإلا لماذا ترفع البنوك المركزية الغربية أسعار الفوائد! (عمليات رفع الفائدة سببها حصرا لسحب الأموال الرخيصة من السوق وهذه ليست المرة الأولى التي تفعلها بنوك حلف الناتو المركزية فهي طريقة متبعة منذ عقود طويلة، كذلك لإبطاء منح القروض فقد تجاوز مبلغ النقود المطبوعة من قبل هذه البنوك الربع كوادريليون دولار اي اكثر من 250 تريليون دولار).
3. فرض الغرب (متمثل بأقل من 30 دولة فقط) اكثر من 10 الآف عقوبة ضد روسيا توزعت على موجات بلغت اكثر من موجات الراديو ولم يتضرر إلا اقتصاد الغرب حصرا وتأثرت بها الدول الفقيرة بشكل خبيث ومؤذي ولم تتأثر روسيا إلا بالشيء القليل جدا باعتراف اقتصاديين غربيين ومؤسسات غربية لا تنقل أخبارها أبواق حلف الناتو، ورفضت اكثر من 150 دولة تطبيق العقوبات بل رفضت التصويت عليها أصلا.
4. حاصر الغرب وقطع علاقاته الرياضية والفنية والإعلامية والتجارية (عدا تجارة الرقيق الأبيض بالروسيات والان ألأوكرانيات) ومارس كل الأساليب النازية، ثم رغم ذلك فشلت وها هي شعوب الغرب تخرج إلى الشوارع في احتجاجات وصلت حد الصدامات مُعبرة عن غضبها ورفضها لسياسات حكوماتها وهذا دليل من نوع "من فمك أدينك" اي ان ما يفعله حلف الشر مرفوض من جميع سكان الارض عدا لوبي صغير بين قصر باكنغهام والبيت الأبيض وتوابعهم في الرايخشتاغ في ألمانيا ومتورط معهم قصر الاليزية الذي يلهث ليجد مخرج مشرف من الفخ الامريكي لكني اشك في خروجه سالماً.
5. افتعال قضايا صوتية تسميها تلك الأبواق (جرائم حرب) مثل مسرحية قصف مستشفى أطفال (صور الام الممثلة مع الرضيعة واتضح انها مُفبركة تماما باعتراف الممثلة نفسها وهي فتاة تيك توك وانستغرام ممن يسمون مؤثرين influencers وهي كلمة مزوقة للدعارة والغش والنصب والاحتيال) وقصف المدنيين المزعومين المحاصرين في مصنع ازوف ستال واتضح انهم مرتزقة اغلبهم غربيين ثم مهزلة (مجزرة) بوتشا المزعومة بل منعوا فتح اي تحقيق فيها على مستوى مجلس الامن رغم ادعاء ابواقهم بانها جريمة وستحال للمحكمة الجنائية الدولية والمضحك انهم رفضوا فتحق التحقيق وروسيا طالبات بفتح تحقيق واستخدمت بريطانيا وامريكا الفيتو ضد فتح التحقيق، واكتفوا بالتلفيقات الصوتية حصرا، لان اي تحقيق سيكشف المستور مثلما حدث في نكتة الهجوم على مفاعل زابروجينا الذي اتضح بالجرم المشهود ان من قصفه هم النازيون الجدد وقد عبرت وكالة الطاقة الذرية عدة مرات عن اتهاماتها لأوكرانيا بتعريض المفاعل للقصف، واتضح ان من اشترك في الهجوم على المفاعل أيضا مرتزقة من حلف الشر وقد تم العثور على بعض أجزاء الصواريخ المنفلقة والغير منفلقة في منطقة المفاعل اتضح انها تابعة للجيش الاوكراني وبعض منها من مصادر غربية وليست من الجيش الروسي.
6. فضيحة نهب محاصيل الحبوب من قبل الشركات الأوروبية وإلصاقها بروسيا بل حتى ما يسمى الأمم المتحدة انتقدت أوروبا وفضحتها بين سطور تصريحاتها بأن اكثر من 90% من صادرات القمح في الوجبة الأولى التي سمحت روسيا بها قد ذهبت الى الاتحاد الأوروبي حصرا وهي صادرات لم يكن 90% منها متفق على تصديره للاتحاد الأوروبي مما أدى الى رفع أسعار الحبوب اكثر في الدول الفقيرة حصرا.
سأكتفي بهذه المحطات الرئيسة مُذكرا بان أبواق الناتو هي نفسها التي أثبتت امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل, وهي التي أقسمت وأثبتت بالكلام فقط بأن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قد قتل متظاهرين وهي نفسها التي قالت بعد غزو العراق بان العالم اصبح اكثر أماناً وهي نفسها التي دعمت الاخوان المسلمين في مصر وتونس وهي نفسها التي غطت على جرائم نظام الملالي في ثورة عام 2009 ومنعت اي تحرك دولي ضده لانتهاكه حقوق الإنسان وقتله المتظاهرين وهي نفسها التي تكذب و تفبرك منذ اكثر من 70 سنة وليومنا بهذا وبفشل ساحق لا ينطلي إلا على ساذج.
قبل أسبوعين خرج مدير الاحتياطي الفدرالي الأمريكي مبررا قرار الفدرالي برفع الفائدة بان التضخم لم ينخفض وليس لديهم اعتقاد كافٍ بانه سينخفض في المدى المنظور واعترف بان التضخم هو نتيجة ضخ الأموال fiat money اي ان الحرب في اوروبا ليست هي السبب كما تطبل أبواق حلف الناتو, اي تخبط وتدهور يعيشه الغرب منذ قرن بالضبط !
فساسته وإعلامهم يدعي شيئا ثم يخرج اقتصادييه ومدراء بنوكه يثبتون العكس تماما بل يفضحون ساستهم.
حلف الناتو بأجمعه يقف خلف هذه الحرب وبصورة علنية وليست نظرية مؤامرة فمن يرسل السلاح لطرف فهو شريك فيها وهذا عرف دولي لا غبار عليه ورغم ذلك لم تندحر روسيا في الحرب ولم تُسقطها العقوبات الاقتصادية كما ادعى الحلف بالحرف الواحد بل بمقياس بسيط جدا وبمقارنة الاقتصاد الغربي قبل الحرب مع وضعه الان سنرى ان اقتصادات الغرب لا سيما من يسمون انفسهم السبعة الكبار G7 يترنحون لدرجة إقصاء ثلاث من قاداته وهم بوريس جونسون وماريو دراغي وليز ترس التي لم تجلس على الكرسي سوى 44 يوم اما رؤساء مثل ماكرون فقد تم صفعه مرتين خلال اقل من 6 اشهر في الشارع وشتمه كمجرم حرب عشرات المرات من قبل الفرنسيين وبدأت أحزاب اليمين المعارضة بالصعود الى دفة الحكم, فمن المتضرر الأكبر فعليا وليس إعلاميا! (كتبت مقالة بعنوان المتضرر إعلاميا والمتضرر اقتصاديا – ازمة اوكرانيا قبل اندلاع الحرب بيوم واحد فقط)
تواجه الولايات المتحدة كالعادة أزمة سنوية تسمى سقف الدين العالم وهي مهزلة بكل ما أوتيت الكلمة من معنى وما يهمنا هنا هو ان السقف يجب ان يرفع وإلا انهارت الدولة وبكل تأكيد سيتم رفعه اي ... سيتم طبع المزيد من الاموال لإدامة شؤون الدولة ومنها الآلة الحربية والإعلامية, فعن اي خفض للتضخم تتحدث ابواق حلف الناتو وطباعة الأموال fiat money مستمرة !
لما هي حرب ناجحة !
في عام 2019 هبطت اسعار النفط لمستويات غير مسبوقة منذ اكتشافه ولغاية الان فقد انهارت إلى مادون الصفر بل لامست مستوى سالب 30 دولار للبرميل وكانت هي صفعة وجهتها أوبك بلص بالإجماع لمنتجي النفط الامريكيين الذي راهنوا على النفط الصخري حينها ودعمهم بهذا التوجه الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترمب لدرجة ان الولايات المتحدة اصبحت المُنتج الرئيسي للنفط في العالم فاذا باكبر شركات انتاج النفط الصخري تنهار وتغلق ابوابها فعلا خلال اسابيع من انهيار الاسعار وسرحت الآف العمال كذلك تعرضت باقي الشركات لخسائر كبيرة لا اظن انهم سكتوا عنها.
غالبية أسلحة حلف الناتو دخلت مرحلة التقاعد فهي من الجيل الثالث ونحن الان دخلنا مرحلة الجيل الخامس بشكل عام من الأسلحة.
هذه ليست نظرية مؤامرة واقصد موضوع تصريف الأسلحة القديمة بل هي حقيقة والامر جارٍ على قدم وساق وفعلا ثبت ان الاسلحة التي ترسل الى اوكرانيا جميعها دون استثناء هي قديمة وعديمة التفوق لا سيما على السلاح الروسي والاهم هي ليست بالمجان, ثم انتهى بها الحال صيدا سهلا للجيش الروسي فعلى سبيل المثال مدافع هاوتزر وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات ودبابات ليوبارد هي تكنولوجية ما بعد الحرب العالمية الثانية فكلها من الجيل الثاني والثالث ( تم تطويرها وانتاجها اثناء الحرب الباردة) شارفت صلاحياتها على الانتهاء فكان لابد من تدميرها بطريقة نفعية, فكل دولة من دول الناتو سجلتها على انها دفعت نصيب مشاركتها في الحلف أسلحة وهذه نقطة مهمة يجب ان نفهمها حيث كانت مثار خلافات كبيرة بين أعضاء الحلف منذ عام 2009 ولغاية بداية عام 2022 حتى ان الرئيس الامريكي الاسبق هدد بوقف مشاركة الولايات المتحدة المالية في الحلف لانها حسب رأيه تدفع اكثر من باقي الأعضاء, وطبعا هو ادعاء غير صحيح بالمرة.
وصل الدَين العالمي الى مستويات مرعبة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية وذلك بسبب واحد لا غير وهو موضوع النقود الرخيصة fiat money التي طبعتها فقط 4 دول وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بتعمد, حيث وصلت قيمة النقود المطبوعة الى ربع كوادرليون دولار (250 مليار دولار) الامر الذي تسبب في تضخم قاتل يهدد بانهيار النظام الاقتصادي الدولي حيث ان الدولار و اليورو بدأوا يفقدون الكثير من قيمتهم لصالح عملات عالمية اخرى مثل اليوان الصيني, ويخبرنا التاريخ ان إشعال حرب هو اسرع طريقة لخفض التضخم وهي طريقة لطالما نجحت في السابق لكن, ياترى هل ستنفع هذه القاعدة هذه المرة مع خروج كمية الأموال المطبوعة حاجز المعقول كما هي في استمرار !
هناك مخاوف في اوروبا من صعود اقصى اليمين الى دفة الحكم وهم جماعات واحزاب ضد سياسات اوروبا بشكل عام لا سيما موضوع التدخل الامريكي في القرار الاوروبي وحلف الناتو الذي بات يجلب المتاعب وظهور اتجاه لتاسيس جيش اوروبي, فكان لا بد من اشعال حرب لكبت وتحييد هذا الاتجاه المتنامي بل وقتله, فقد حدثت حادثتين منفصلتين الاولى في المانيا والثانية في فرنسا وهي تشكيل حزب من الشارع وبدأ بل كان من الواضح انه سينال ثقة الشارع ويكتسب زخم وقوة بسرعة فما كان من السلطات إلا ان وجهت تهم لهما بالتخطيط لمحاولة انقلابية فتم زج الأعضاء المؤسسين لهذه الأحزاب والحركات في السجن فورا, فهل بدأت اوروبا بالرجوع للدكتاتورية ! ( طبعا لم يكن هناك اي محاولة انقلابية ولا مؤامرة على الإطلاق فالأمر كله تلفيق ).
مع نهاية عام 2022 خرجت تقارير الشركات النفطية الختامية فإذا بها تحقق أرباح تاريخية في فترة قياسية, فهل هذا صدفة ! حيث لا وجود للصدف لا في عالم السياسة ولا الاقتصاد واضعين بعين الاعتبار ان جميع رؤساء الدول الغربية وصلوا للكرسي بدعم من الشركات القيادية وبالذات النفطية وتصنيع الأسلحة وقطاع البنوك, لذا نرى ان هذه الفئات هي اكبر المستفيدين ان لم يكونوا الوحيدين من الحرب فلم تعلن اي شركة منهم عن اي خسائر قط منذ بداية الحرب وارتفاع التضخم لمستويات تاريخية مقارنة بنتائج شركات التكنولجية العملاقة التي تواجه الانهيار.
انقلاب السحر على الساحر
فرضت الدول الغربية الأقل من 30 دولة عقوبات غير مسبوقة على روسيا بلغت اكثر من 10 الآف عقوبة وبعض التقارير تشير الى أنها ناهزت الـ 12 ألف عقوبة خلال عام واحد فقط هذا بالإضافة الى العقوبات القديمة المفروضة على روسيا عام 2014 والتي من الواضح جدا انها عاقبت الغرب اكثر فهل تدمر او حتى تاثر بشكل معقول الاقتصاد الروسي منذ 2014 وليومنا هذا !
بنظرة سريعة وشاملة نرى ان الروبل الروسي أبلى بلاءً حسناً مقابل الدولار في الوقت الذي قال فيه واجزم الرئيس الامريكي جو بايدن بان بورصة موسكو ستنهار إذا ما فتحت ابوابها (أغلفت لفترة قصيرة لامتصاص الصدمة ثم افتتحت) وعلى العكس فمنذ اليوم الاول للحرب واقتصادات الغرب لا سيما التي تصف نفسها بالكبيرة مثل مجموعة G7 تغرق في مشاكل اقتصادية وتضخم تاريخي وانهيارات في سوق العمل وسط تخبط واضح على قادة هذه الاقتصادات حيث لم يظهر اي واحد منهم او مسؤول كبير يعطي ولو حل بسيط إنما فقط تقتصر خطاباتهم وتصريحاتهم إما على صب الزيت على النار او رفع الفائدة مما ادى الى نتائج عكسية.
وطبعا لن يهبط مستوى التضخم مادام هناك طبع للنقود مستمر وبلا رحمة ( لإدامة زخم الحرب) إذن سيواجه الاقتصاد الغربي محن اكبر وأعمق هذا لأنه دخل نفق مُظلم و عبرَ نقطة اللاعودة.
نضع نصب أعيننا حقيقة مفادها ان شركات الطاقة لم تُصدر النفط لا لروسيا ولا للسعودية او للدول النفطية إنما لدول اوروبا واسيا وبعض الدول الأفريقية القليلة, فجنت أرباحاً خيالية وأُذكرّ هنا بصرخة الرئيس الفرنسي ماكرون من الألم التي وجهها الى الشركات النفطية الامريكية " انكم تبيعوننا الغاز باربع أضعاف سعره " !
هل فهمنا لماذا كان الاقتصاد الأوروبي منتعشاً لسنين طويلة بسبب روسيا ! هل عرفنا مصيره ألان !
انفق حلف الناتو قرابة ربع تريليون دولار ( 250 مليار دولار) لدعم اوكرانيا خلال سنة فقط بالإضافة لنفقات اللاجئين التي تقدر باكثر من 15 الف يورو في السنة للاجئ الواحد, وحسب الإحصائيات الرسمية فان هناك اكثر من 3 مليون لاجئ اوكراني دخلوا الاتحاد الاوروبي لغاية اليوم إذن نتكلم عن اكثر من 45 مليار دولار بأقل تقدير هي تكلفة اللاجئين لغاية الان وستستمر.
ماذا لدى حلف الناتو لاوكرانيا ضد روسيا ! بالطبع لا شيء سوى التصعيد ومزيد من الاسلحة الخردة التي يواجهها بوتين ايضا باسلحة من بقايا مخازن الجيش الروسي لانتفاء الحاجة اليها فروسيا اكبر مُصنع للسلاح في العالم ومن اكثر الدول تصديرا للسلاح ومن السذاجة ان يدعي حلف الناتو ان الصين تسلح روسيا فهذا تهريج لكن ادعائهم هذا له مغزى خبيث واحد, هو لمد رقعة الحرب وجر الصين اليها رغم ان هذا ما يخشاه حلف الناتو حيث عندها ستكون حرب عالمية مُعلنة وستكون اوروبا والولايات المتحدة اكبر ساحة لها واول المناطق اختفاءا من على سطح كوكب الارض خلال الساعات الاولى من الحرب.
التاريخ
في علم الحروب والعسكرية هناك أمرٌ مهم يسمى الدول الحصينة وهي الدول التي لا يمكن غزوها بواسطة جيش, مثل روسيا والصين واستراليا وكندا والولايات المتحدة وذلك لكبر مساحتها لكن, الولايات المتحدة ليست دولة واحدة (ترجمة ولايات ترجمة عثمانية قديمة والصحيح هي الدول المتحدة) واحتمالية تفككها ليس وارد بل مؤكد حال اندلاع حرب فهي اتحاد دول وليس دولة مركزية وقرابة نصف هذه الدول لا يؤيد سياسات البيت الأبيض وهنا نتكلم عن واقع وليس رأي, لا سيما وهذا الاهم ان شعبها عبارة عن اكبر جالية مهاجرة عرفها التاريخ وليست كشعوب روسيا والصين التي فيها أدنى معدلات الهجرة هذا ان لم تكن قريبة للصفر وهذا امر مهم في ناحية الولاء والعقيدة الوطنية.
يخبرنا التاريخ ان روسيا دخلت حروب طاحنة حتى في عمق أراضيها ولم تخسر الحرب (قدمت اكثر من 20 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية منهم 11 مليون جندي) فهتلر الذي اجتاح اوروبا بأسابيع دحرته روسيا خلال أسابيع على أبواب موسكو وأما نكتة انه اندحر بسبب برد الشتاء فهذه قصة غربية بحتة للتقليل من شأن الجيش الروسي خلقها الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية و دسوها في المناهج الدراسية والبحوث.
لدحر روسيا عسكريا فان حلف الناتو يحتاج الى حلف مكون من جميع دول العالم بلا استثناء لمحاربة روسيا وليس لـ اقل من 15 دولة جميعها مُفلسة وشعوبها مشغولة بمواقع التواصل والرقص الخليع على انستاغرام وتيك توك وشبكات التفاصخ الاجتماعي اي انها شعوب منفصلة تماما عن واقعها وما يَضمر لها قادم الأيام كذلك بدأ الجوع يحصد وطنيتها ناهيك عن جيوشها الكارتونية الركيكة التي لم تستطع ان تصمد حتى امام تنظيم طالبان ولو لشهر ولا ننسى ما حدث بالجيش الامريكي والبريطاني في العراق وفشلهم التاريخي هناك بالإضافة الى سوريا التي هُزموا فيها شر هزيمة (ليس على يد بشار الاسد إنما على يد الجيش الروسي حصرا)
ارحموا عزيز قوم ذل
حلف الناتو لم يجد لا التمويل الكافي ولا ابطال هوليوود لإنتاج فلم رامبو جديدة حيث هذا هو زمن كاميرات الهواتف ومواقع تفاصخ يملكها كل شخص بل حتى القطط ولا يمكن تزييف وطمس حقيقة فشمس الأنترنيت اقوى من ظلام وكذب محطات إعلامية مثل سي ان ان وبي بي سي التي أغلقت مكتبها العربي جراء الإفلاس, هذا الإعلام الذي تمتع الغرب بخلقه والسيطرة عليه قرابة قرن من الزمن انتهى الان الى غير رجعة ولسان حالهم وصفه الرئيس الفرنسي ماكرون بقوله "لقد انتهى عصر الرفاهية" وقبلها بأيام قال شيطان قصر باكنغهام المطرود توني بلير في محاضرة له في الصيف الماضي "هذه هي نهاية الغرب"
تحيتي
Comments