من يملك الشارع يملك الكرسي. منذ فترة ليست بالقصيرة والتركيز في خارج العراق يدور على من يملك الشارع العراقي وله كلمة وموقف ضد المرجعية وتوجهات باقي الأحزاب أي ليس على وفاق معهم اطلاقا ويعمل خارجها وإن كان عمله تشوبه شوائب. إرجاع المرجعية الشيعية في النجف للعراقيين كان سياسة صدام حسين الناجحة و لغرض تدمير العراق كان اول ما فعلته أمريكا عند احتلالها العراق هو تحريف هذه السياسة لسهولة التدمير والتفريق ثم السيطرة. يبدو الآن أن القوى العظمى ومنها الإقليمية مثل السعودية والإمارات متمثلة في القادة المستقبليين مثل محمد بن سلمان ملك السعودية القادم ومحمد بن زايد رئيس دولة الإمارات القادم يُفعّلون سياسة البيت الشيعي العراقي وتقوية الصدر أيضا لأنه يملك الحظوة الكبرى في الشارع فهو يمتلك تيارين الأول تيار الصدر والثاني التيار المدني الذين تحالفوا معه عندما لم يجدوا من يدعمهم ويحتضنهم.
بعد أيام من زيارته إلى السعودية، فقد توجه إلى الإمارات اليوم زعيم التيار الصدري رجل الدين العراقي مقتدى الصدر بدعوة رسمية.
وقال مكتب الصدر في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"، إن "القائد السيد مقتدى الصدر(أعزه الله) توجه الى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الأحد تلبية لدعوة رسمية منها وإرسال طائرة خاصة لتقلّ سماحته ذهاباً وإياباً" من دون توضيحات أخرى عن الموضوعات والقضايا التي سيناقشها مع المسؤولين الإماراتيين.
وكان الصدر قد قام بزيارة إلى السعودية أواخر الشهر الماضي، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاء هو الأول من نوعه بينهما. وقال الصدر انه بحث مع الأمير ملفات عدة منها ما يخص العراق، وكذلك ملفات في المنطقة شملت كلاً من اليمن، والبحرين، وسوريا، والقدس، والعلاقات الإيرانية السعودية.
وكانت الإمارات قدمت للعراق دعمًا عسكريًا وانسانيًا في حربه ضد الارهاب، واكدت رغبتها في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وتفعيل مساراتها المختلفة طبقاً للمصالح والعلاقات بينهما. وقدمت مطلع عام 2015 عشر طائرات نوع "ميراج" ضمن خطة التعاون بين البلدين لمكافحة الارهاب. وقال مسؤول حكومي إماراتي إن بلاده زوّدت العراق بطائرات من طراز EMB-314 سوبر توكانوس المقاتلة البرازيلية لمساعدته في مكافحة تنظيم "داعش".
كما طلبت دولة الإمارات العربية 24 طائرة من هذا الطراز حيث تم تحويل عدد لم يتم الكشف عنه منها إلى القوة الجوية العراقية. وقد ارسلت دولة الإمارات اسلحة وذخائر ومعدات عسكرية للعراق من دون مقابل لدعم جيشه في محاربة الارهاب.
وسبق للإمارات ان أكدت مرات عدة عن دعمها العراق في مواجهة الارهاب، وشاركت مقاتلاتها من طراز اف 16 ومنذ بدء الحملة الجوية الدولية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا بتنفيذ ضربات ضد مواقع التنظيم في سوريا.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال اثر زيارة إلى الإمارات عام 2015 ان مسؤوليها قد أكدوا له استعدادهم لتقديم كل انواع الدعم العسكري والامني والسياسي والاقتصادي للعراق، وأشار إلى أنّ اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين الإماراتيين كانت مثمرة، حيث ابدوا استعدادهم لتقديم كل انواع الدعم للعراق في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والقطاعات الاخرى.
وأوضح أن الزيارة فتحت آفاق العلاقات مع الإمارات بشكل جدي، وقال إن هذا جزء من توجه الحكومة باتجاه تحسين علاقات العراق مع دول العالم عامة ودول المنطقة خاصة، وإرسائها على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
كما أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي للعبادي خلال اجتماعهما في دبي أن بلاده شريك طبيعي للعراق في تحقيق امنه واستقراره، داعيًا إلى إشراك جميع مكونات الشعب العراقي في بناء دولة عصرية قائمة على التسامح ونبذ العنف والطائفية.
وأضاف "ان الإمارات قيادة وحكومة تقف إلى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة بعد تمكنه من دحر الإرهاب والجماعات المسلحة التي تلحق الاذى والدمار في البنية التحتية العراقية والاقتصاد والتعايش الطبيعي والاخوي بين مختلف فئات وطوائف المجتمع العراقي".
Comentários