top of page
صورة الكاتبرياض بـدر

رحيل جان ماري لوبين




 

"إنه شخصية تاريخية من اقصى اليمين، لعب دورًا في الحياة العامة لبلادنا لمدة تقرب من سبعين عامًا، وهي مسألة الآن للتاريخ ليحكم عليها".


بهذه الكلمات نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم أبرز سياسي في فرنسا جان ماري لوبين الذي رحل عن 96 عاما وهو اقوى قادة أحزاب اقصى اليمين مؤسس حزب التجمع اليميني الفرنسي عام 1972 ووالد مرشحة الرئاسة الفرنسية لمرتين متتاليتين ماري لوبان والتي ترأست الحزب خلافا لأبيها.


ترشح جان ماري لوبين للانتخابات الرئاسية عام 2002 لكنه خسرها امام جاك شيراك بعد تخوف الشارع الفرنسي من وصول اقصى اليمين للإليزيه وفضل فوز المحافظ جاك شيراك ثم اوصلوه للسجن بعد ان خرج من الإليزيه بعد انتهاء فترة رئاسته الثانية.


كانت حياة جان ماري لوبين فعلا مغامرة حافلة، فهو محامي منذ الخمسينيات من القرن الماضي ودخل منذ شبابه معترك السياسة وفقد أحد عينيه جراء نضاله في أحد التظاهرات (لم يكن بسبب عنف انما حادث عرضي اثناء التظاهرات عندما سقط عليه عمود خيمة اعتصام) انتمى للفيلق الفرنسي الخارجي المثير للجدل وخدم في جزر إندونيسيا حينها، كذلك عرف عنه اصطدامه بمعارضيه بل كاد لا يخرج يوما من بيته إلا وحدث شجار بينه وبين معارض له او عدو.


أفكاره كانت جريئة جدا ومقاربة للتوجهات الفرنسية حقيقة، لكنها لم ترق لبعض التيارات الحاكمة خشية انقسام المجتمع الفرنسي.


كان لوبين من المنادين ببقاء الجزائر فرنسية في خمسينيات القرن الماضي ولطالما ايد سياسة البطش في السيطرة رغم انه لم يعرف عنه استخدامها شخصيا ضد أحد اثناء تولي منصبه في الحزب او أي مكان اخر.


اثارت تصريحاته ضد معسكرات الهولوكوست عام 1996 تظاهرات عارمة من اليهود الفرنسيين اضطرت حينها المحكمة بالحكم عليه بغرامة ثقيلة وعندما سئل مرة أخرى عام 2015 عن تلك التصريحات وهل يتراجع عنها أجاب " هذه هي الحقيقة ولن اتراجع"


شكك لوبين بقصص معسكرات الهولوكوست ليس بحدوثها انما وصفها بانها مجرد تفاصيل مكملة للحرب العالمية الثانية، كذلك وصف الاحتلال النازي لفرنسا بانه لم يكن مذلا على وجه الخصوص حسب قوله.

 

الاعلام لا سيما الغربي، يكفر ويبرء حسب اجندته وليس حسب الحقائق، وعندما نعلم مَن يملك الاعلام حصرا سنعلم أي منقلب ينقلبون ضد مَن لا يطيعهم او يعري مقدساتهم المُختلقة.


زار ماري جان لوبين العراق أكثر من مرة وقابل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمرتين كان اخرها عام 2002 اثناء حملته الانتخابية الرئاسية، وابدى موقفا مشرفا وتاريخيا مع الشعب العراقي الذي كان يتعرض لأقسى العقوبات القذرة من حلف الناتو الديمقراطي الإنساني وكانت زيارته مُخاطرة فعلية حيث كان صدام حسين من المغضوب عليهم من قبل حلف الناتو وقبائل غرب الخليج. فلو كان الراحل ماري لوبين عنصريا كما يدعي الاعلام او متطرف لما طلب دعما من عراقي او عربي وهو الذي يهاجم المهاجرين حسب الادعاء الإعلامي.


شُنتْ الحرب الإعلامية ضده والان ضد ابنته ماري لوبين فقط لأنهم لا ينتمون لتيار معين، تيار يسرق وينهب ويبطش بحجج الحرية والاقتصاد والديمقراطية ونتائج سياساتهم تقول غير ذلك والتاريخ يشهد.


ذكر إيمانويل ماكرون في كتابه نحو الحرية (صدر عام 2017) بعد فوزه بأول انتخابات لرئاسة فرنسا، ان ماري لوبين (كانت خصمه في الانتخابات) ستفوز يوما بالرئاسة، حيث نوه الى حصولها على نسب عالية غير مسبوقة رغم خسارتها الانتخابات.

 

تحيتي

٢٠ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page