الضابط السعودي والمحلق العسكري السابق في لبنان وأول سفير سعودي في بغداد بعد غزو الكويت. هل كان مرسل لقراءة المعطيات على ارض الواقع كي تبدأ المرحلة القادمة في قطع أذرع إيران في المنطقة خصوصا العراق وإيران ثم محاصرتها فيما كان يعرف بسوريا البلد الذي أصبح أثر بعد عين! المتتبع لخطوات السبهان ثم تصريحاته سيرى انه لا ينطق عن الهوى اطلاقا. مرافقته لشخصيات تلعب دورا كبيرا على ارض الواقع مثل المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي ماكورك اللذان ظهرا سوية وهما يفتتحها معبر عرعر الحدودي بين السعودية والعراق وأيضا في مدينة الرقة بعد ان طرد منها تنظيم داعش سيلحظ ان السبهان ليس منصبا فحسب. يبدو ان تقاريره عن العراق وتحليله لمراكز القوى التي تستطيع السعودية استمالتها لقلب الموازين في العراق وسحب البساط من تحت إيران قد أتت أُكُلها وفعلا تم سحب أكبر تيار وهو التيار الصدري ثم رئيس الوزراء العبادي وتوالت الأفعال وإيران تشاهد ما بنته في 14 عاما في العراق ولبنان يذهب هباءً منثورا بفعل السبهان الذي يمثل سياسة أقدم مملكة في المنطقة واقوى حليف للناتو الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية الم تُسقط السعودية صدام حسين اقوى نظام في المنطقة وفي تاريخ العراق منذ انتهاء عصر الخلافة الإسلامية!
بي بي سي عربي
يقود وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان الحملة الإعلامية السعودية على حزب الله اللبناني وإيران ولا يتردد في الخروج عن اللغة الدبلوماسية في حديثه وهو الذي خدم ملحقا عسكريا لبلاده في لبنان قبل أن يتم تعيينه سفيرا في العراق. وسرعان ما أثار السبهان ضجة في العراق ودخل في حرب كلامية مع رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي. ولم يتردد السبهان القادم إلى العمل الدبلوماسي من المؤسسة العسكرية والأمنية السعودية في توجيه انتقادات علنية و لاذعة لإيران دون أن يراعي العلاقة الوثيقة التي تربط العراق بها. تسعى الإدارة الامريكية بشكل حثيث إلى تبديد أزمة الثقة والتوتر بين بغداد والرياض، ويلعب ممثل الرئيس الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية برت ماكورك دورا كبيراً في هذا المجال.
وحققت الجهود الامريكية تقدما ملموسا في هذا المجال، حيث زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السعودية مرتين والتقى بملك السعودية سلمان بن عبد العزيز. كما استأنفت السعودية الرحلات الجوية إلى العراق واعيد فتح معبر عرعر البري بين البلدين مؤخرا بحضور السبهان وماكورك. لكن السبهان يؤدي حاليا دورا أساسيا في التقارب السعودي-العراقي بهدف "إبعاد العراق عن دائرة النفوذ الإيراني وإعادته إلى الحاضنة العربية" عبر تقوية موقف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، حسبما يأمل المسؤولون الامريكيون والسعوديون. صعود السبهان السريع إلى مرتبة وزير أمر لافت حيث وصل لرتبة عميد في الجيش السعودي لينتقل بعد ذلك إلى العمل كملحق عسكري في لبنان عام 2014، وتم تعيينه بعد عام سفيرا في العراق أوائل 2016 لينهي القطيعة بين البلدين منذ الاجتياح العراقي للكويت عام 1990.
المالكي بمواجهة السبهان
وبعد ذلك بقليل بدأت المعارك الكلامية بين السبهان وبعض الساسة العراقيين، وأولى المعارك كانت مع نوري المالكي الذي وصف السعودية بأنها "مصدر للإرهاب في العالم والمنطقة والحل الوحيد للسيطرة على السعودية هو وضعها تحت الوصاية الدولية للحد من نشاطاتها الإرهابية" على حد تعبيره. فجاء رد السبهان أكثر حدة إذ قال عبر صفحته على تويتر "ماذا يتوقع ممن حارب العراق ووقف مع إيران وخلال فترة حكمه خسر العراق 70 % من أراضيه لحلفائه من الدواعش صدقت العرب: رمتني بدائها وانسلت".
وانتقد السبهان خلال وجوده في العراق الحشد الشعبي وقال إنه غير مقبول من قبل العرب السنة والكرد حسب قوله فتعالت الأصوات المنادية بطرده من العراق بدعوى تدخله بالشأن العراقي. وبعد أقل من عام من وجوده في العراق غادره سبهان دون تسمية بديل له فتراجع مستوى تمثيل السعودية في العراق إلى قائم بالأعمال. في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2016 اسند إليه منصب وزير الدولة لشؤون الخليج بمرتبة وزير وهو منصب جديد تم استحداثه مؤخرا بناء على تعليمات من الملك سلمان. ورافق السبهان ماكورك في زيارة إلى مدينة الرقة بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها والتقى بممثلين من الإدارة المدنية التي تشرف على إعادة تأهيل الخدمات في المدينة. وذكرت الأنباء أن السعودية تساهم في تمويل عمليات تأهيل الخدمات والمرافق في المناطق التي يتم إبعاد التنظيم منها، ما يعني ان سوريا التي يشملها دور سبهان. أما تلاسنه مع حزب الله اللبناني والتصريحات النارية ضد الحزب فهي مؤشر على أن لبنان أيضا ضمن نطاق مهامه ومسؤولياته. وهاجم السبهان في شهر سبتمبر/أيلول الماضي عبر صفحته على تويتر حزب الله اللبناني بألفاظ لاذعة، وحذر من أن لبنان سيدفع ثمن ممارسات حزب الله. وما أن استقال رئيس وزراء لبنان سعد الحريري غرد السبهان قائلا: "سنعامل حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب مليشيات حزب الله" وأضاف "إن حزب الله يؤثر في كل القرارات التي تتخذها حكومة لبنان". وتعد الحملة السعودية على حزب الله اللبناني واستقالة الحريري والاعلان عن الاستقالة من السعودية مؤشراً على أن هناك مواجهة بين السعودية وحزب الله، خاصة بعد ان اتهمت الحزب بمساعدة الحوثيين في إطلاق الصاروخ الباليستي على العاصمة السعودية الرياض في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
Comments