" سأزور السعودية لنكّون حلف مع أصدقائنا المسلمين ضد الإرهاب “هكذا قال ترمب قبل أيام في إعلانه عن اول رحلة خارجية له. في خمسينيات القرن الماضي زار روزفلت المملكة العربية السعودية ونتج عنها توقيع اتفاقية تاريخية وهي النفط مقابل الحماية لازالت سارية ليومنا هذا. ترمب سيعيد التاريخ بزيارته للسعودية بإعلان أكبر صفقة في التاريخ مقدارها 350 مليار دولار على مدى 10 سنوات مع المملكة العربية السعودية لتشكيل أكبر حلف ناتو سني عربي لمواجهة إيران والإرهاب الإسلامي الراديكالي. ترمب وولي ولي العهد السعودي والذي مرشح ان يخلف والده هو للجلوس على عرش المملكة بحثا واجتمعا لعدة مرات مع فريق من اعلى المستويات في الإدارة الامريكية لتكوين هذا الحلف وسيكون التحالف العربي الإسلامي نواته إن لم يكن هو بعينه. الاتفاق محوره تقوية الحملة ضد الإرهاب وردع إيران واطماعها التوسعية والتي وصفها تكرار ترمب بالدولة الراعية للإرهاب الإسلامي الراديكالي منذ بدأ مؤتمراته الانتخابية السنة الماضية مرورا بيوم تنصيبه والى يومنها هذا شاطبا ما خلفه سلفه السابق أوباما الذي فعلا كان اسوء رئيس امريكي جلس في البيت الأبيض حيث بدأ ترمب بشطب وإلغاء كل القرارات التي ارتكبها أوباما في إشارة واضحة بانه يريد ان يمحيه من تاريخ أمريكا والى الابد.
عشية الزيارة "التاريخية" التي سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلأى السعودية، في أول جولة خارجية له منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، تتوالى التوقعات في شأن ما ستتركه هذه الزيارة من التداعيات السياسية والميدانية، خصوصًا أنها تأتي في خضم تغييرات جذرية يتعرض لها الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوتر بين دول الخليج وإيران المتهمة بالتدخل في شؤون دول الخليج الداخلية.
ناتو عربي
في هذا الإطار، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرًا إن ترمب سيكشف في الرياض في نهاية الأسبوع الجاري عن رؤيته إلى هيكل إقليمي أمني جديد، يصفه المسؤولون في البيت الأبيض بتعبير "ناتو عربي"، مهمته قيادة القتال ضد الإرهاب المتمثل أولًا في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتصدي للأطماع الإيرانية. وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي سيعلن أيضًا عن عقد واحدة من أكبر صفقات بيع الأسلحة في التاريخ إلى السعودية، بقيمة تتراوح بين 98 مليارًا و128 مليار دولار على مدى 10 سنوات، بإجمالي المبيعات يمكن أن يصل إلى 350 مليار دولار، إذ ستسلم الرياض أسلحة ستكون نواة تسليح الناتو العربي المقترح. وتشير التقارير الأولية للمناقشات في شأن هذا المشروع إلى أن الإمارات ومصر والأردن ستشارك في الناتو العربي، وستؤدي واشنطن دور منظم التحالف وداعمه الأساس. أضافت "واشنطن بوست" أن الإدارتين الأميركية والسعودية تتفاوضان وراء الكواليس بشكل مكثف، من خلال لجنة مشتركة، يرئس جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترمب، الجانب الأميركي فيها، ويرئس ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الجانب السعودي. وقال التقرير إن هذه المفاوضات بدأت بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية بوقت قصير، حين أرسل الأمير محمد بن سلمان وفدًا رفيع المستوى للقاء كوشنرومسؤولين آخرين في فريق الرئيس الأميركي، وتم الاجتماع في برج ترمب.
ثلاث ركائز
بحسب الصحيفة نفسها، فكرة "ناتو عربي" ليست جديدة، بل تتردد منذ سنوات، وهي تتمتع بدعم سعودي قوي، لكن الحكومة الأميركية لم تعلن يومًا تبنيها هذه الفكرة بشكل واضح. وردّت الصحيفة احتضان ترامب وإدارته الفكرة حاليا إلى أنها متلائمة مع ثلاث ركائز رئيسة في السياسة الخارجية الأميركية التي تقوم على منطق "أميركا أولًا": تأكيد حضور القيادة الأميركية في المنطقة؛ تحويل العبء المالي الأمني إلى الحلفاء؛ توفير فرص عمل أميركية من خلال تعزيز مبيعات الأسلحة بشكل ضخم. تقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي يبحث دائمًا عن إجابة عن سؤال متعلق بكيفية نقل مسؤولية الأمن في المنطقة من الولايات المتحدة إلى الدول هناك بشكل فعلي. وفي الأسابيع الأخيرة الماضي، كلفت إدارة ترمب وكالات حكومية مختلفة لتطوير إعلانات يشارك فيها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، تهدف إلى وضع إطار ومبادئ أساسية لائتلاف إسلامي موحد، ما يمهد السبيل أمام هيكل تنظيمي شبيه بحلف "ناتو". إلى ذلك، نسبت الصحيفة إلى بريان كاتوليس، الباحث بمركز التقدم الأميركي، قوله: "يتطلع العديد من شركاء الولايات المتحدة الأمنيين إلى تحقيق مثل هذه الخطوة منذ سنوات، وتكمن قيمة هذا الاتفاق في ما سينتج عنه، وما سيحققه على صعيد تحقيق المزيد من الاستقرار، وحل النزاعات في اليمن وسورية وغيرهما، وتحقيق تقدم كبير في جهود مكافحة الجماعات الإرهابية في المنطقة.
ความคิดเห็น