حرب كلامية اندلعت بين وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو الذي يزور لبنان حاليا من جهة وبين الرئيس اللبناني المنصب من قبل حزب الله الإرهابي ووزير الخارجية اللبناني الموالي لحزب الله أيضا ووزير الداخلية اللبناني من جهة.
حيث كان تهديد بومبيو للحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله من خلال رئيس مهزوز وثلاث وزراء ووزير داخلية من الواضح انه بلا حول ولا قوة سوى البحث عن صفقات فساد كي يثرى بها كان تهديدا واضحا بل شديدا فقد قال بومبيو بالحرف الواحد "لبنان يواجه خيارا: المضي قدما بشجاعة كدولة مستقلة وفخورة أو السماح للطموحات الظلامية لإيران وحزب الله في التحكم في مستقبله" أي إن لبنان إن لم يطرد حزب الله ويحجمه داخل لبنان حيث انه حزب إرهابي فستكون العواقب وخيمة في المستقبل.
ما أشبه اليوم بالبارحة عندما هدد جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي عام 1991 طارق عزيز وزير خارجية العراق آنذاك بعدم التعنت والانسحاب من الكويت وإلا سيكون مصير العراق العودة لعصر ما قبل الصناعة وبالفعل نفذت أمريكا تهديدها فهي الدولة الأكبر والأقوى في العالم مع الأخذ بعين الاعتبار إن العراق أقوى وأكبر من لبنان بعشرات المرات فلنتخيل ما سيؤول إليه الحال بلبنان حتما!
زيارة بومبيو فيها بعض الغرابة وهي أنها تستغرق يومين يلتقي فيها كل كبار أعضاء الحكومة بمن فيهم وزير الداخلية إضافة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء سعد الحريري فيبدو انه طلب منهم الجواب على مطالب الإدارة الأمريكية وانه لن يعود قبل أن يقرروا وطبعا سيجتمع هؤلاء ثم يتشاورون فيبلغون بومبيو بالقرار.
بومبيو سيعود إلى واشنطن السبت وبعدها سيزور نتنياهو واشنطن وسيلتقي الرئيس الأمريكي ترمب وسيكون هناك اجتماع مهم تطرح فيه نتائج جولة بومبيو في المنطقة والتي شملت الكويت أيضا والتي عادة ما تكون بوابة لأي تحرك عسكري أمريكي في المنطقة.
زيارة بومبيو للبنان في عقر دار حزب الله الإرهابي وإلقاءه تحذيرا وتهديدا مباشرا واضحا على العلن سابقة تاريخية في العلاقات الأمريكية اللبنانية لا سيما إن الولايات المتحدة بدأت بفتح ملفات خطرة جدا ضد لبنان باعتبار إن حزب الله مشارك في الحكومة وان الرئيس ووزراءه يدافعون عنه بحجة إن له قاعدة شعبية ومنتخب (الانتخابات لا تبرر الإرهاب ) وانه حزب كفاحي وانه لبناني غير ابهين بما يمكن أن تسفر عنه نتائج فتح ملفات مثل تفجير مركز المارينز واغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وتجارة المخدرات التي يديرها حزب الله في الخارج وتحويل أموالها إلى لبنان بعلم وموافقة الحكومة اللبنانية كما أشار لها بومبيو في تهديده واتهامه لهم وغيرها من ملفات ستجعل المجتمع الدولي يرفع يده عن لبنان كي يواجه مصيره المحتوم وهو الدمار الشامل الذي يسعى اليه حسن نصر الله والذي يسير على قاعدة أنا ومن بعدي الطوفان وليذهب الجميع إلى الجحيم وليس وحدي وهذه هي عقلية الإرهابيين وليس الوطنيين فحسن نصر الله معروف ولاءه لإيران والتي تواجه عقوبات شديدة من قبل الولايات المتحدة لتقطيع أوصالها الأمر الذي وصل باقتصادها حد الانهيار, فعجبا للبنان الذي لا يتعظ ممن سبقه بهذا الرهان الخاسر!
حزب الله وأعوانه فازوا بـ 70 مقعدا في الانتخابات اللبنانية من أصل 128 مقعد وهذا ما سيجعل العقوبات تطال لبنان لكونها حكومة ممثلة بحزب إرهابي مدرج على قوائم الإرهاب بل وممارسة الجريمة المنظمة دوليا الأمر الذي سيوفر غطاء قانوني دولي لأي عقوبات دولية على لبنان.
بومبيو ذكر إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران وحليفها حزب الله حققت نجاحات ولازالت تحقق بدليل أن حزب الله وعلى لسان زعيمه بدأ باستجداء الدعم العام ومن ناحية أخرى اعترف نظام الملالي وعلى لسان الرئيس روحاني بان العقوبات الاقتصادية قد أثرت كثيرا على اقتصاد إيران لا سيما أنها تدفع سنويا أكثر من 700 مليون دولار دعم لحزب الله فيما يتضور الشعب الإيراني الجوع والحرمان وسوء الخدمات وهو أحق بهذه الأموال بل هي من مقدراته.
من المعروف تاريخيا إن الشعب الإيراني شعب لا يجوع إلا وراس السلطة قد قطع وما الشاه منا ببعيد.
Commentaires