هذه الأعداد الغفيرة من المصابين بشتى الأنواع من الأمراض والأعراض النفسية على اختلاف درجات الإصابة هي قد تكون غير كارثية إذا ما تم معالجتها فالأمراض النفسية قياسا بالأمراض العضوية أو البكتيرية أو الفيروسية تعتبر أمراض حميدة إذ إن علاجها ودرجة الشفاء عالية جدا إذا ما تمت معالجتها فعلا بطرق صحيحة ومن مختصين لكن ... تصبح أمراض فتاكة بل أكثر خطورة من كل الأمراض المعروفة والمكتشفة إذا ما تم إهمالها أو تجاهلها.
تجاهل الأمراض النفسية أدى بالفعل لكوارث كثيرة وهناك مشكلة أكبر وهي استغلال شركات الأدوية لهذه الأمراض لغرض بيع أدوية تبين أكثرها أنها ليست إما مهدئات فقط أو أدوية ليس لها أي تأثير فمنها حتى تم اكتشاف أنها تتكون من مادة النشا أو السكر أو بنادول فقط.
في إحصائية تمت في الولايات المتحدة قبل عدة سنين تبين إن 13 حالة إطلاق نار في مدارس المراهقين 11 حالة منها كانت لطلاب تناولوا أدوية لعلاج ما يسمى مرض التوحد بوصفات رسمية. وهذه الأدوية لها أعراض جانبية منها الانتحار وبعد مقابلات وتحقيقات من جهات غير حكومية مع عوائل هؤلاء المراهقين كانت تدل المعلومات انهم كانوا أشخاص عاديين ولم يعانوا من أي مرض لكن فقط بسبب زيارة أطباء نفسيين جراء تصرف معين أو مشورة مفروضة من قبل المدرسة لأبيهم أدت بهم وصفات الأطباء إلى هذا المصير السيئ.
في مجتمعاتنا الشرقية هناك تعارف غبي وخطير وهو عدم الاعتراف باي أعراض لأمراض نفسية وتعتبر زيارة الطبيب النفسي عيب ما بعده عيب فأي مُراجع يعتبر في المجتمع مجنون فهي مجتمعات متخلفة لدرجة لم يسبق لها مثيل ولم تتطور منذ عصور فالبنايات الشاهقة والاتصالات والسيارات الفارهة ليست من علامات التطور الصحيح إنما هذه من علامات توسع المؤسسات المصرفية لا أكثر ويستطيع أي مجتمع اقتباسها لكن التربية والبناء الصحيح ليس بالشيء الهين أو البسيط أبدا.
أعداد وإحصائيات الأمراض النفسية في الدول العربية رغم ندرتها فهي تعتبر من أسرار الدولة وبعض الدول أصلا تمنع أي إحصائيات من هذا القبيل مثل دول الخليج العربي ودول مدمرة مثل العراق (فقط ما بعد عام 2003) وليبيا التي كان أكبر مصاب بمرض نفسي فيها هو الزعيم الليبي معمر القذافي. فهذه الإحصائيات مهمة جدا لأغراض توفير طرق علاجية وإجراءات لضمان تهيئة المصابين للعلاج بدل أن يتركون ليدمروا ما بقي من المجتمع فالمصاب بمرض معين ليس مجنون أبدا ولا حتى انه شخص منبوذ لكنه قد يربي مثلا أولاده على شيء معين ويجعلهم يصابون فعلا بالجنون أو يتربون على أمور مغلوطة وطرق تفكير أو عيش سيئة تجعل من حياتهم جحيم.
دولنا بأمس الحاجة للتوعية في هذا المضمار فأمراض مثل الكآبة وانفصام الشخصية وازدواجية الشخصية والهذيان والبارانويا أي جنون العظمة أو الشعور بالاضطهاد والشك والوسواس القهري أمراض متغلغلة ومتجذرة في مجتمعنا الشرقي بسبب نوع التنشئة جعلت حملتها يتزاوجون وينجبون أطفال وينقلون إليهم هذه الأمراض سواء جينيا أو تربويا مما خلق جيل مهلهل ضائع لا يدري ما يريد ويعاني من هذه الأمراض وتبعاتها والمصيبة انه لا يدري انه مصاب بمرض فيعتقد إن الآخرين مرضى ولا يفهموه.
توفير طرق العلاج في مجتمعاتنا تم بطرق كارثية أيضا فقد ثبت بما لا يقبل الشك إن اغلب المرضى ينتهون بزيارة الملا أو رجل الدين أو الساحر لغرض استخراج الجن أو الشيطان منه وكم من ضحية لفضت أنفاسها الأخيرة على يد هؤلاء السحرة والحكومات تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الظواهر بل أني متأكد أنها تدعم بطريقة مباشرة هؤلاء الدجالين عن طريق السماح بإنشاء فضائيات دينية ممولة من جهات مريبة وخطيرة تشجع الناس على مراجعة رجل الدين بحجة قراءة آيات عليه لأغراض الشفاء.... هل نتخيل الآن حجم الكارثة الموجودة والقادمة !
سكاي نيوز عربية
كشف تقرير صحي الثلاثاء، صدر بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، أن اضطرابات الصحة العقلية تشهد تزايدا في كل بلدان العالم.
وأشار التقرير، إلى أن هذه الاضطرابات النفسية قد تكلف الاقتصاد العالمي بين العامين 2010 و2030 ما يصل إلى 16 تريليون دولار، ما لم يتم التعامل مع الفشل الجماعي لمعالجة هذه الاضطرابات.
ونقلت رويترز عن تقرير "لانست كومشن" أن الأزمة المتزايدة، قد يترتب عليها أضرار دائمة للأشخاص والمجتمعات والاقتصادات في مختلف أنحاء العالم.
ولم يقدم التقرير الموسع، الذي شارك في وضعه 28 اختصاصيا في الطب النفسي والصحة العامة وعلم الأعصاب وجماعات مدافعة عن المصابين بأمراض عقلية، تفصيلا للتأثير المتوقع على الاقتصاد البالغ 16 تريليون دولار والمقدر حتى 2030.
وقال الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية والمشارك في وضع التقرير فيكرام باتيل، إن بعض التكاليف ستكون مباشرة للرعاية الصحية والأدوية، غير أن معظم الخسائر ستكون غير مباشرة، وتتمثل في فقد الإنتاجية والإنفاق على الرفاه الاجتماعي والتعليم والقانون والنظام، مضيفا أن "الوضع قاتم للغاية".
وأشار باتيل إلى أن عبء المرض العقلي ارتفع خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية في مختلف أنحاء العالم "بدرجة كبيرة"، منوها إلى أنه "لا توجد أي مشكلة أخرى عانت منها البشرية تعرضت للإهمال مثل الصحة العقلية".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 300 مليون شخص في مختلف أرجاء العالم يعانون من الاكتئاب و50 مليون شخص يعانون من الخرف.
وبحسب التقديرات، فإن عدد المصابين بالفصام يقدر بنحو 23 مليون شخص، بينما يبلغ عدد المصابين بالاضطراب الثنائي القطب حوالي 60 مليون شخص.
Comments