يان كوبيتش المتلون وطبعا ليس بأمره يطل علينا من النجف كالعادة وكأن مقر الأمم المتحدة في العراق أصبح في مدينة النجف الدينية. من الواضح جدا ان الاوامر الامريكية بتغيير شامل لكل مخلفات ما بعد عام 2003 أصبحت واقع حال بل ولا تستطيع لا إيران ولا غيرها بمنعها فها هو السيستاني أعلى مرجعية يُجبرّ على إصدار فتوى تُحيّد بل تطلق رصاصة الرحمة على ميليشيا الحشد الشعبي وباقي الميليشيات الشيعية في العراق وتمنعهم من خوض او حتى التدخل في الانتخابات القادمة التي نتائجها أصبحت محسومة من الان. تيار إيران لن يفوز بل ليس له مستقبل على أي شبر فوق أرض العراق وطبعا النجف من ضمنها وليس أهمها, فالقرار في العراق يبقى في واشنطن لا بيد مرجعية القرون الوسطى. الشارع العراقي لازال تحت تأثير الصدمة وإن تظاهر بغير ذلك فحُلم التبعية والذُل انتهى إلى غير رجعة وكتبَ التاريخ مَنْ هو الوطني بشرف ومَنْ هو الخائنُ للشرف. فتوى السيستاني هذه ليست كعادة باقي الفتاوى فهي بمثابة اعلان نهاية أقذر واظلم وتعس حُقبة مرَّ بها العراق منذ قرابة قرن أي منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية المريضة. يبقى ان نعلم ان يان كوبيتش لطالما مجّد و طبل للميليشيات المدعومة من قبل إيران في العراق وقال بالحرف الواحد "إنها دعم لأمن العراق" . فهل جاء الوقت لتسريح هذا الدعم! ولا عزاء للجبناء
إيلاف كشف رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش في بيان صحافي الليلة الماضية تسلمت "إيلاف" نسخة منه، عقب اجتماعه في النجف مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله االسيد علي السيستاني عن دعم المرجع الشيعي الاعلى لقرار حصر السلاح بيد الدولة وعدم اشراك الحشد الشعبي في الانتخابات وضرورة محاكمة الفاسدين واسترجاع الأموال المختلسة منهم وتأكيده على ضرورة ضمان الحقوق الدستورية الكاملة لإقليم كردستان العراق وشعبه.
واوضح كوبيش انه اتفق مع رأي السيستاني حول أهمية ضمان التنفيذ الكامل لقانون هيئة الحشد الشعبي الذي يضمن حصر السلاح في أيدي الدولة وتحت سيطرتها، وأن قوات الحشد الشعبي لا ينبغي أن تشارك في الانتخابات.
واضاف الممثل الخاص ان برنامج الاصلاح الحكومي بما في ذلك مكافحة الفساد يحظى بتأييد كامل من الامم المتحدة ومساعدتها حيث اتفق كوبيش مع السيستاني فى حث الحكومة على التحرك بعزم لمحاكمة الاشخاص المتهمين بالفساد واسترداد الاموال المختلسة التى يجب ان تستخدم لتلبية احتياجات الشعب.
وفي مؤتمر صحافي عقده يان كوبيش عقب اجتماع بالسيستاني في المدينة القديمة بالنجف، قال"تباحثنا مع سماحة السيد السيستاني في جميع القضايا العالقة في العراق وبالخصوص العلاقة بين بغداد واربيل وضرورة الاحتكام بين جميع الاطراف الى الدستور والقانون ". واضاف "نحن كأمم متحدة نرحب بتوجه الحكومة لحملة مكافحة الفساد في العراق ونأمل ان تكون الحملة حقيقية والسيد السيستاني يشاطرنا في ذلك، وهو يؤيد بقوة التوجه في الحملة".. وشدد بالقول: "نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد وضد تأجيلها والمرجعية الدينية تؤيد عملنا في التوجه الأممي لمتابعة العملية الديمقراطية والانتخابات في العراق".
يذكر ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اطلق مؤخرًا حملة ضد الفساد المستشري في اجهزة الدولة، واكد الاثنين الماضي ان الحرب ضد الفاسدين اخطر من الحرب ضد الارهابيين "لانهم بيننا".. فيما ستجري الانتخابات النيابية العامة في منتصف مايو عام 2018 .
Comments