التحليل الذي ورد في مقالة الاوبزرفر فيه من المهنية والمنطقية ما يدعو فعلا للتساؤل عن تصرفات الجيش المصري التي تأتي مباشرة من أكبر ضابط في مصر وهو الرئيس السيسي نفسه والتي كلها تصرفات تندرج في خانة ردات الفعل لا أكثر. فلو كان الجيش المصري فعلا يعلم بمواقع الجماعات الإرهابية فماذا كانت ينتظر ليضربها ويستبق العدو! عنصر المبادرة او المبادأة المعروف عسكريا له أهمية قصوى فانت لا يجب عليك ان تنتظر العدو كي يباغتك بل يجب ان تستبقه وإلا فنصف الفوز يكمن في الضربة الأولى. كما اسلفت في كثير من التحليلات ان الجزء الثاني من مسرحية داعش القذرة سيبدأ في شمال افريقيا وقد تكون هذه الهجمة هي نقطة تحول في مسار المسرحية لبدأ الجزء الثاني فمن الواضح ان الاستخبارات المصرية وبعد كل هذه الإخفاقات انها لا تدري ما تفعل وليس لديها رجل بين الإرهابيين بل لا تعلم اين أماكن تواجدهم وكل ما في الامر هي تفعل السياسة العربية المعتادة وهي سياسة العقاب الجماعي. العمل العسكري لا يمكن ان ينجح دون جهد استخباراتي دقيق ولا يقبل الخطأ وإلا فانه مضيعة وقت وتبديد أرواح بريئة. بالتأكيد نقول سلاما ارض الكنانة لكن ... السياسة لا تسير بالعواطف والامنيات.
بي بي سي عربي
اهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد بالهجوم الذي تعرض له مسجد الروضة في سيناء، وتناولت الحدث وما تلاه من تطورات بالتحليل والتعليق، وكرست لها تقارير ومواد إخبارية. في صحيفة الأوبزرفر كتب سايمون تزدول تعليقا بعنوان "رد القاهرة بالقبضة الحديدية على الهجمات الإرهابية لا ينجح". يقول كاتب التعليق إن رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على العدوان الذي وقع يوم الجمعة "كان متوقعا. بعد ساعات من قتل مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية 300 صوفي أثناء أدائهم شعائرهم الدينية أرسل السيسي دفعات من الطائرات للانتقام". ويرى كاتب التعليق أن ما ورد في بيان عسكري من أن الغارات نجحت في القضاء على بعض المواقع التابعة لمن تفذوا الهجوم على المسجد لم يكن مقنعا. يقول إن ذلك ليس بهذه البساطة، فلو كان السيسي وجنرالاته يعرفون مكان مواقع الإرهابيين لكانوا قصفوها قبل الهجوم. ويرى المعلق أن هناك احتمالا بأن تكون المواقع التي قصفت قد اختيرت بعشوائية، وبذلك قد يكون عدد إضافي من الأبرياء قتلوا نتيجة هذه الغارات. وينتقد الكاتب تصريح السسي عقب الهجوم ووعهده بالانتقام للشهداء وإعادة الاستقرار والأمن عن طريق استخدام "القوة الغاشمة"، فيقول إن من سبقوه من رؤساء مصر حاولوا التعامل مع خصومهم بالقوة وفشلوا، ويرى أن حظ السيسي لن يكون أفضل. ويتطرق الكاتب إلى ما جرى في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وكيف استخدم نظامه "سياسة الأرض المحروقة" بجنوب مصر للتعامل مع المتشددين الإسلاميين الذين كانوا يستهدفون الأقباط وقوات الأمن، وكيف أدى ذلك إلى تدمير مصادر المعيشة للفلاحين، وهو ما جعلهم هدفا سهلا لجذب المتطرفين. ويقول الكاتب إن سياسة القبضة الحديدية التي استخدمت في سيناء لم تؤد إلى إضعاف المتطرفين بل على العكس هناك احتمال أن تكون صلة ما يعرف بـ"ولاية سيناء"مع تنظيم الدولة تزداد قوة، فبعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق يبدو أنه يعيد تنظيم صفوفه في ليبيا المجاورة وقد يصبح شمال سيناء مقصدا آخر للجهاديين المطرودين. "تحول في الشرق الأوسط" وفي صحيفة الصنداي تلغراف تستعرض افتتاحية ما سمّته بـ"تحول في الشرق الأوسط". فما هو هذا التحول؟ تقول الافتتاحية إن اليسار كثيرا ما يشير بأصابع الاتهام إلى "الإمبريالية الغربية" كمحرك مركزي لما يجري في الشرق الأوسط، لكن الجريمة المروعة التي ارتكبت ضد الصوفيين في سيناء كانت دحضا لذلك الادعاء، كما ترى الصحيفة. وتقول الصحيفة إن ما جرى لا علاقة له "بالإمبريالية الغربية" وبالتالي لا ينسجم مع التفسير الكسول لليسار لأحداث العالم. ثم تتطرق الافتتاحية إلى "حلف سعودي إسرائيلي وشيك بدعم من الولايات المتحدة"، وهو مؤشر إلى أن المسلمين السنة لا يرون التهديد قادما من "الغرب الإمبريالي" بل "من التطرف الإسلامي"، حسب الصحيفة.
Comments