قبل 5 أيام من موعد تطبيق العقوبات الأمريكية الغير مسبوقة على نظام الملالي في طهران وإذا بالعملة الإيرانية تتهاوى إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ إيران فكيف سيكون الحال يوم تطبيقها!
وعندما نعلم أن الجانب الاقتصادي هو جانب لا يمكن المساومة عليه مع الشعب الإيراني فهذه لقمة العيش ولن يرضى الإيرانيون أن يموتوا من الجوع والعوز فالموت بكرامة وسط التظاهرات أشرف وأكرم من الموت جوعا وتضورا ساكتين.
40 عاما من الاضطهاد ثم انفجر البركان وبركان الشعوب لم يعرف الخمود في التاريخ إلا ورأس السلطان يتدحرج في الشوارع فالنظام العنصري الطائفي البغيض الذي لم تشهد المنطقة مثله منذ الغزو المغولي وليومنا هذا قد دنس كل مقدس وما شعاراته التي يرفعها إلا كذب في كذب وأدرك بما لا يقبل الشك انه زائل لا محالة فلا الشعب ولا المنطقة ولا العالم يريد لهذا النظام أي بقاء أي انه خسر تماما الأرضية التي وقف عليها منذ 40 عاما.
زيارة الملا روحاني إلى النمسا كانت خير دليل على توسل طهران باللوبي الإسرائيلي كي يبقي عليهم وقال بصريح العبارة إن الفرس قد ساعدوا اليهود يوما وعليهم مساعدتهم اليوم، فاين ذهبت شعاراتكم أيها الملالي التي ضحكتم بها على الشعب طيلة العقود الأربعة الماضية وإنكم تقاتلون الأعداء وشعارات تحرير القدس وما إلى ذلك من شعارات لا يصدقها إلا ساذج وضحكتم بها على اتباعكم في دولة الجوار كي يتدخلوا فيها فماذا ستقولون لهم لتبرير التوسل بإسرائيل!
الملالي يتوسلون باليهود ونسوا أن من ساعد اليهود هم الفرس قديما وليس ملالي أقل ما قيل فيهم عنصريين وإرهابيين فلا الغرب ولا إسرائيل ستعفيكم وتغير خطتها فقد انتفت الحاجة إليكم رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
الملاسنات بين مساكين الحرس الثوري وملالي طهران من جهة وبين الولايات المتحدة والرئيس ترامب من جهة ثانية تنم عن إشارات لا تقبل التأويل فان عملية سقوط الأنظمة المتعفنة لها إشارات معينة وفي كل مرحلة من السقوط تظهر إشارة، فالشتائم والوعيد الفارغ وهم أضعف من أن يقنعوا شعبهم بحلول لمعاناتهم هي إشارات النهاية فالنظام لم يبقى لديه أي سلاح سوى الشتائم أي انه إفلاس وتخبط تام وعلى مستوى القيادة العليا.
إشارة أخرى هي القمع فلو كان النظام لديه أي حل أو أن يحترم راي الجماهير لتقدم بحلول لكنه لم يقدم إلا العصا وتاريخيا إن من يستخدم العصا تكون نهايته قد حلت.
الإشارة المهمة والتي تعتبر اقوى الإشارات وتأتي من الشعب نفسه وهو صاحب القول الفصل أن الجماهير توجهت إلى طهران معقل الملالي أي أنها تريد إسقاط النظام لا أن تغير جو أو سياحة أو قضاء عطلة فالنظام الإيراني يعوّل على هدوء واستقرار طهران ويعتبرها منطقة موالية له لكن هذا الرهان قد خاب ولم يبقى إلا الهروب لكن إلى أين؟
الثورات الشعبية تنجح فقط إذا ما تم إسقاط هيبة النظام وهيبة الملالي سقطت منذ أول يوم للانتفاضة التاريخية للشعب الإيراني المظلوم وصدح الثوار باسم الشعب ضد اعلى سلطة وهي المرشد الأعلى أو ما يسمى الولي الفقيه الذي عاث في الأرض فسادا فضاعت هيبة النظام ولا يوجد هناك أي حل على الإطلاق لاستعادتها لذلك أكرر إن النظام يعلم علم اليقين بأن انهياره هي مسالة وقت لا أكثر لكنه ينتظر معجزة وزمن المعجزات ولى إلى غير رجعة.
الشعب بدأ الأن يصرخ " اخجل يا خامنئي " وهل من هيبة بقيت له بعد هذه الصرخة! فإن لم تستحي فاصنع ما شئت اليس كذلك يا خمون!
وها هو خامنئي فعلا لا يستحي من الجوعى والمظلومين ويرد عليهم بالرصاص والإعدامات والتي لن تمر بسلام فالعالم يشاهد ولن يقف مكتوف الأيدي أبدا وها هو العالم يدعم ويؤيد المقاومة وقيادتها برئاسة السيدة المناضلة مريم رجوي دعما غير محدود ومنقطع النظير بل وفر الحماية لهم وخير دليل إحباط محاولة تفجير إجرامي ضد المعارضة في مؤتمر باريس الشهر الماضي وبتخطيط مباشرة من راس النظام ومن خلال الدبلوماسيين الإيرانيين والذي لو قدر له النجاح لكان اكبر عملية إرهابية في قلب أوروبا في تاريخها ولراح ضحيته المئات من الأرواح فسقطت ورقة التوت من على عورة هذا النظام هذا إن كان هناك ورقة توت أصلا تستر عورته فثورة الكاسيت التي جاءت بالمقبور الخميني تلفظ أنفاسها الأخيرة كما جَرعهُ السُم العراقيين عام 1988 ثم دفنوه بعدها بسنة غير مأسوف عليه في مزبلة التاريخ وها هم أعوانه في طريقهم إلى مزبلة التاريخ.
سيسجل بل سجل التاريخ بأحرف من نور نضال هذا الشعب العظيم البطل الذي أسقط من قبل الطغاة ولم يعصى عليهم قوي ولا طاغي واليوم يُسقطهم أيضا مهما كانت قوتهم فالوطن اغلى من الروح ولن يكل لهم بدن ولن يهدأ لهم بال إلا والنظام في خبر كان كي ينعم الشعب بنور الحرية ويكون عنصر خير في المنطقة التي عانت من ويلات الملالي طيلة 40 سنة ويلتفت إلى بناء إيران كي تسترجع دورها الحضاري بين الأمم فإيران لا ينقصها أي شيء وليست بلدا فقيرا.
إن موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب!
Comentarios