ورقة داعش يبدو أنها إلى زوال لكن ليس زوال من المنطقة فقد يكون مجرد نقل خدماتها إلى منطقة أخرى. روسيا انتصرت في سوريا على أمريكا وهذا بات في حكم المنتهي. روسيا بدأت علنا بفضح دعم داعش من قبل الولايات المتحدة الامريكية فقد كشفت روسيا كيف ان داعش يمتلك احداثيات عن مواقع عسكرية مهمة تابعة للقوات الحكومة الروسية لا يمكن تحديدها إلا بتصوير جوي و استمكان جوي من قبل طائرات حديثة لا يملكها داعش. التخبط الأمريكي وصل درجة السخرية بل لم يبقى لا ورقة توت ولا حتى التوت نفسه بقي كي يغطي خطط أمريكا التدميرية في المنطقة. مع زيارة الملك سلمان لروسيا سيكون بعدها خطوات على أرض الواقع لقلب موازين تاريخية قد تودي بالولايات المتحدة إلى خانة تقبع فيها الان بريطانيا منذ ستينيات القرن الماضي عندما اوشكت بريطانيا العظمى على التفكك لولا الصدفة.
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
بعد الإشارات والتلميحات، جاء وقت التصريحات العلنية، فقد اتهمت روسيا، الأربعاء، الولايات المتحدة بالوقوف عقبة أمام القضاء على داعش. وزارة الدفاع الروسية ذهبت إلى حد القول إن الهجمات التي شنها التنظيم المتشدد، مؤخرا، على القوات النظامية السورية انطلقت من مناطق تتمركز بها قوات أميركية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجر الجنرال إيغور كوناشينكوف أن المهاجمين كانت لديهم إحداثيات دقيقة لمواقع القوات الحكومية السورية، التي لا يمكن الحصول عليها سوى من خلال عمليات الاستطلاع الجوي.
ولم تكتف روسيا بالاتهامات، بل لوحت بالرد على كل العمليات التي تقول الولايات المتحدة "إنها من قبيل الصدفة".
وقد تصدى كوناشينكوف لذلك قائلا: "إذا اعتبرت الولايات المتحدة عمليات من هذا القبيل مصادفات غير متوقعة فسيكون سلاح الجو الروسي حينها مستعدا للبدء في تدمير كامل لكل هذه المصادفات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم".
انعدام الثقة
وليس سرا أن الثقة تكاد تكون معدومة بين موسكو وواشنطن، في سوريا تحديدا. لكنّ الخسائر التي مني بها الروس في دير زور، خلال الأسابيع الماضية، غذت التوتر بين العاصمتين.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكثر وضوحا حين اعتبر أن الولايات المتحدة ترتكب ما سماها استفزازات دموية ضد القوات الروسية في سوريا، بل أشار إلى أنشطة أميركية مثيرة للتساؤل، ملمحا إلى تساهل واشنطن مع مسلحي داعش، مقابل استهداف قوات النظام السوري.
وهكذا باتت التفاهمات الروسية الأميركية في روسيا هشة أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن بين البلدين تنافسا محموما على دير الزور، تحديدا.
فالأميركيون، وقد دفعوا بقوات سوريا الديمقراطية إلى الواجهة، سبقوا الروس والقوات الحكومية، إلى الجفرة، شرق دير الزور، حيث أهمّ الحقول النفطية التي مثلت أبرز مصدر تمويل لداعش، وكان ذلك بعد أقل من أسبوع من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على حقل كونوكو، أحد أبرز حقول الغاز في سوريا.
يسود التوتر إذن بين الأميركيين والروس، في ما بدا حربا بالوكالة، تخوضها على الأرض قوات محلية. وبعد مرحلة تبادل الاتهامات، يتجه الطرفان إلى تبادل إطلاق النار.
وقد نعت موسكو، فعلا، عددا من ضباطها في دير الزور، من بينهم كبير مستشاريها العسكريين في سوريا، الجنرال فاليري أسابوف، مع التأكيد الروسي بوجود "خيانة" من حلفاء وراء الحادث.
Comments