إذا ما حافظت العلاقات الألمانية الروسية على دفئها فأوروبا تبقى بمأمن من الحرب هذا هو ملخص مبدأ بسمارك. لكن كيف ستكون علاقة روسيا بتركيا إذا ما تأزمت العلاقات الألمانية التركية! العمق الأوربي مهم جدا لروسيا لا سيما ان المانيا هي ثقل اوروبا الاقتصادي والان أصبحت ثقلها السياسي فألمانيا أصبحت تملك الكثير من أوراق اللعب وعادت لموقعها الريادي لقيادة أوروبا على سبيل المثال ورقة الاقتصاد بعد خروج بريطانيا وورقة اللاجئين الذين يشكلون أكثر من 40% من مجموع لاجئي أوروبا يقبعون في المانيا وحدها ومحاولات ناجحة لحد كبير لألمانيا في دمجهم رغم المصاعب التي تضعها تركيا في طريق تحقيق ذلك. فهل سنشهد يوما تنازل روسي عن تركيا لأجل عيون المانيا!
أعلن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، الخميس، إن بلاده ستعيد النظر في علاقاتها مع تركيا، على خلفية تمديد حبس مواطنين ألمان، محذرا من السفر إلى هذا البلد. وقال غابرييل في مؤتمر صحفي إنه ستجرى "إعادة نظر" عامة للسياسة الألمانية إزاء تركيا تتضمن، إعادة فحص مساعدات الاستثمار في هذا البلد ومناقشة مستقبل الدعم المالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي وتستفيد منه أنقرة.
وأضاف أن أنقرة لا تبلغ الحكومة الألمانية دائما باعتقالها لمواطنين ألمان في وقت مناسب، ولا تتيح التواصل القنصلي معهم دائما.
وتعتقل تركيا 9 مواطنين ألمان، من بينهم أربعة من أصل تركي.
وقد مددت حبس الناشط الحقوقي الألماني بيتر ستودنر في إسطنبول مع ستة ناشطين آخرين بينهم مديرة منظمة العفو الدولية في تركيا إيديل ايسر بتهمة "ارتكاب جريمة باسم منظمة إرهابية بدون أن يكونوا منتمين إليها".
ومن بين المعتقلين دنيز يوغل مراسل صحيفة "دي فيلت" الموضوع في الحبس الانفرادي منذ قرابة خمسة أشهر دون توجيه تهمة له.
وانتقدت تركيا بشدة مطلب ألمانيا بالإفراج عن ستوندر، واصفة الأمر بأنه "غير مقبول" ومحاولة للتدخل في القضاء التركي.
وأضاف البيان أنه لا توجد عوائق أمام الوصول القنصلي.
و استدعت وزارة الخارجية الألمانية الأربعاء سفير تركيا في برلين، وحذر المتحدث باسم المستشارة أنغيلا ميركل ستيفن سايبرت تركيا من أنه لا يمكنها أن تأمل بتحقيق أي تقدم في مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي المجمدة حاليا.
وغالبا ما تشير السلطات التركية بعبارة "منظمة إرهابية" إلى جمعية الداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير انقلاب 15 يوليو 2016 رغم نفيه، وإلى الانفصاليين الأكراد.
Comments